الرئيسية / مقالات رأي / إيران: دعاية لمكاسب التفاوض لا للقنبلة النووية

إيران: دعاية لمكاسب التفاوض لا للقنبلة النووية

بقلم: غسان حجار – النهار العربي

الشرق اليوم-  نظام الجمهورية الإسلامية لا يقل دكتاتورية عن الأنظمة التي يصفها بالدكتاتورية. وعلى رغم بعض الحرية، وهي حرية تحاول السلطات قمعها باستمرار حفاظاً على قيم الثورة الإسلامية، لأن أصحابها يكررون محاولة التفلت من إجراءات وقوانين شديدة الوطأة على الناس، لكن “الحرس الثوري” الممسك بمقاليد الحكم يصرّ عليها، خوفاً من اتساع هامش الحرية ليبلغ حد رفض الواقع القائم. واذا كان الإيرانيون والمدافعون عنهم يستشهدون على الدوام بالوجود المسيحي في طهران ومدن أخرى ووجود كنائس ومراكز دينية، فإن النظام السوري يملك أكثر منها، حتى أن البطريركيات الأساسية تقيم في دمشق، ويدافع النظام عن المسيحيين كجزء من عدة ملاقاة العالم الخارجي، ولأن هؤلاء من نسيج المجتمع، ويؤمن لهم أكثر من غيرهم لأنهم يفتقدون الطموح الذي قد يجرفهم الى مواجهة السلطة. 

ومناسبة الحديث هو الإعلان الإيراني عن أن العمل التخريبي الذي حصل في منشأة نطنز النووية كانت خسائره طفيفة، وهذا جزء من الدعاية النازية، والتي يرافقها كلام مبالغ فيه عن إنتاج قنبلة نووية في وقت قريب، او لنقل غير بعيد. 

والحقيقة أن الواقع مختلف، فقد شهد شاهد من أهله عن نتائج مغايرة لنتائج العملية الإرهابية، وهي إرهابية حقاً، اذ تحدث رئيس مركز البحوث البرلمانية في إيران والنائب في مجلس الشورى علي رضا زاكاني، قائلاً إن الحادث الذي وقع فجر الأحد الماضي تسبب في “تدمير معظم منشآت التخصيب في البلاد” إلى “إتلاف أو تدمير بضعة آلاف من أجهزة الطرد المركزي”. وانتقد زاكاني بشدة فشل أجهزة الأمن في إحباط العملية التخريبية، مشدداً على أن إيران باتت “جنة للجواسيس”، ووصف وعود السلطات بنصب أجهزة طرد مركزي حديثة في منشأة نطنز بعد الحادث الأخير بأنها “كاذبة”. وأفادت المعلومات بأن إيران قد تستغرق 9 أشهر لإعادة تخصيب اليورانيوم في المنشأة، التي تعد محور برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم وتخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

من جهة ثانية، يبدو الكلام الإيراني عن تخصيب اليورانيوم ايضاً اعلاناً مبالغاً فيه، والقول باستمرار العمل في منشأة نطنز أيضاً فيه نوع من الدعاية، إذ إن طهران اعترفت بأن الاعتداء “الإرهابي” دمر منشآت الكهرباء الأصلية والاحتياط، بما يعني شل العمل بشكل شبه نهائي، وهذه التقارير المغلوطة أيضاً تعتبر من عدّة الشغل في  العملية التفاوضية حول العودة للاتفاق النووي الإيراني الجارية في فيينا.

وقد أفاد تقرير أمس  نقلاً عن محللين منهم هنري روم من مكتب “يوراسيا غروب” الاستشاري، أن إيران تسعى عبر هذا القرار الى “الحصول على مكاسب في المفاوضات، وليس على القنبلة”. إذ إن وتيرة العمل الحالية، تنتج، وفق رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي “9 غرامات في الساعة” من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة.

واذا تم الإبقاء على هذه الوتيرة بشكل غير منقطع، فسيلزم إيران 322 يوماً كي تنتج نحو 70 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة وهذه الكمية تتيح في ختام دورة تخصيب جديدة (تكون مدتها رهناً بقوة الآلات المستخدمة) الحصول على الحجم الحساس البالغ 25 كيلوغراماً من نظير اليورانيوم 235 المخصب بنسبة 90 في المئة اللازمة لصنع قنبلة نووية واحدة، بحسب معايير الحد من انتشار الأسلحة النووية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

لكن من أجل تحقيق ذلك، يجب أن تكون لدى إيران كمية كافية من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، وهو ما لا تملكه. فبحسب التقرير الأخير الذي نشرته الوكالة الدولة للطاقة الذرية حول هذا الموضوع بلغ مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في منتصف شباط (فبراير) 17.6 كيلوغراماً.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …