الشرق اليوم- أظهرت مقاطع فيديو من المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية التركي ونظيره اليوناني، اليوم الخميس، أجواء مشحونة بالخلافات بين الطرفين.
وتبادل الوزيران الاتهامات إزاء عدد من القضايا، على الهواء مباشرة، إذ اتهم وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، تركيا بانتهاك القانون الدولي في بحر إيجا وشرق المتوسط.
واتهم دندياس تركيا أيضا، بانتهاك السيادة اليونانية من خلال اختراق 400 طلعة جوية للحدود اليونانية الجوية.
وعلق دندياس على تصريحات نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، عندما تناول حال الأقلية المسلمة في اليونان في إطار الحديث عن معاهدة لوزان، قائلا “هناك أقلية واحدة فقط (في اليونان)، وهي الأقلية المسلمة”.
وأضاف دندياس: “ربما لا تحب تركيا معاهدة لوزان، لكنها سارية المفعول، وستظل سارية المفعول على الدوام”.
وكان المؤتمر الصحفي بين وزيري الخارجية التركي واليوناني، قد بدأ بتصريحات ودية بين الطرفين قبل أن ينقلب الوضع لاحقا.
وقال وزير الخارجية التركي: إن تركيا تريد تحسين العلاقات مع اليونان دون شروط مسبقة، وبالمقابل دعا وزير الخارجية اليوناني نظيره التركي لزيارة اليونان.
وفي العشر دقائق الأخيرة في المؤتمر تشنج الحوار بعد أن قال وزير الخارجية اليوناني، خلال حديثه، أن تركيا انتهكت سيادة اليونان، مضيفا أن اليونان تحاول إيجاد حوار بناء مع تركيا لكن ثمة تهديدات تركية جادة.
وقد رد عليه جاويش أوغلو، بأنه لن يصمت عن اتهامات نظيره اليوناني أمام الصحافة، وقال، “إذا وجهت لي ولشعبي اتهامات خطيرة أمام الصحافة سأضطر إلى الرد عليها”.
وأضاف الوزير التركي: أن “تركيا لا تقبل الخطاب اليوناني الذي يقول إن تركيا تنتهك سيادة اليونان، وأن هذه اتهامات غير مقبولة. تحاولون إعطاءنا دروسا في حقوق الإنسان، لكنكم تمنعون حتى استخدام الأسماء التركية”.
ولفت الوزير التركي إلى تسليح اليونان للجزر المتفق على بقائها بلا تسليح، مضيفا “أنتم مجبرون على قبول الوجود التركي في منطقة تراقيا الغربية (شرقي اليونان)”.
وشدد جاويش أوغلو على أن تركيا قادرة على الدفاع عن حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك في شرق المتوسط، وختم بقوله “التقينا اليوم لحل مشاكلنا مع اليونان وليس من الجيد تبادل الاتهامات أمام وسائل الإعلام”.
ورد وزير الخارجية اليوناني قائلا: “زملاؤك ملكيون أكثر من الملك. لا يمكنني التظاهر فقط بأنه لا شيء يحدث في شرق البحر الأبيض المتوسط، وانتهاكات تركيا لبحر إيجه في شرق البحر الأبيض المتوسط”.
واستعر خلاف منذ أكثر من عام بين أثينا وأنقرة على خلفية التنقيب عن موارد الطاقة في مياه متنازع عليها شرقي المتوسط مع اليونان وجمهورية قبرص.
وشهدت فصول التوتر العديد من التحركات الهادفة إلى استعراض القوة.
وتصاعد التوتر بين البلدين عندما أرسلت تركيا في العاشر من أغسطس الماضي، سفينة للمسح الزلزالي ترافقها سفن حربية إلى منطقة بحرية تطالب بها اليونان، رغم الاحتجاجات المتكررة من أثينا والاتحاد الأوروبي.
وللبلدين تاريخ طويل من الخلافات، كان من أبرزها جزيرة قبرص المقسمة منذ العام 1974، بعدما احتلت تركيا ثلثها الشمالي ردا على انقلاب مدعوم من الحكومة العسكرية في أثينا آنذاك، سعيا لتوحيدها مع اليونان.
وأعلن الشطر الشمالي المحتل قيام “جمهورية شمال قبرص التركية” التي لا تعترف بها سوى أنقرة. وفشلت عقود من المحادثات المتقطعة وخصوصا برعاية الأمم المتحدة، في التوصل لمصالحة.
المصدر: الحرة