بقلم: علي ابو حبلة – صحيفة “الدستور” الأردنية
الشرق اليوم – بدأ العد التنازلي منذ بدء تكليف نتنياهو لتشكيل الحكومة، ثمانية وعشرون يوما سيكون على بنيامين نتنياهو أن يشكل فيها حكومته بعد أن كُلف رسمياً من رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، الذي قال بأن ذلك القرار لم يكن سهلاً بالنسبة له سواء على الصعيد المعنوي أو الأخلاقي وهذا أقل ما يمكن أن يقال عندما توضع مسؤولية حكومة في يد أفسد أعضائها..
فنتنياهو وقبل ساعات من تكليفه قضى نحو ست ساعات في أروقة التحقيق على خلفية قضايا فساد تتعلق بالرشوة والاحتيال والتزوير وخيانة الأمانة وهي ملفات ستأخذه خلف قضبان السجن كما فعلت مع سلفه اولمرت إذا ما رفع عنه الغطاء وضمانه الوحيد للبقاء خلف أسوار السجن هو استمراره في الحكم لذلك لن يتنازل عن مراوغته ومقامرته على المستقبل السياسي للكيان الإسرائيلي فهو صاحب أطول تاريخ حكم في تاريخ الكيان الإسرائيلي وهو يمارس الابتزاز السياسي للأحزاب الأخرى وكلف الاحتلال أموالا طائلة في أربع انتخابات متتالية ولن يمانع خوض انتخابات خامسة إذا ما فشل في تشكيل حكومته المهم أن يبقى في كرسي الحكم بأي ثمن.
مهمة صعبة تنتظر بنيامين نتنياهو فبموجب القانون سيكون أمامه 28 يوما لينجح في مهمته مع إمكانية التمديد لأسبوعين قبل أن يختار الرئيس ريفلين مرشحاً آخر أو يطلب من البرلمان الاختيار، ففرص نجاحه في تشكيل حكومة مستقرة ضئيلة نسبياً وسيخضع فيها لابتزاز الأحزاب السياسية الأخرى فهو بحاجة إلى دعم حزب «يمينا» اليميني القومي الذي يقوده منافس سياسي، وكذلك دعم «القائمة العربية الموحدة» من أجل الحصول على أغلبية برلمانية كافية لتشكيل حكومته وبمجرد تكليفه بدأ نتنياهو في مغازلة القائمة العربية الموحدة حينما صرح وقال «حكومة برئاستي ستحارب العنف والجريمة بالمجتمع العربي» في تلميح للحصول على دعمهم لتشكيل حكومته، في حين أن من يتابع أحداث المجتمع الفلسطيني داخل الكيان الإسرائيلي يدرك جيدا أنها سياسة إسرائيلية ممنهجة لتفكيك الفلسطينيين الذين يعيشون في الداخل (الفلسطيني 48) وزرع الفتنة بينهم بفعل السياسات والممارسات الاسرائيليه العنصرية بحق فلسطينيي 48، لن يتورع بممارسة كل الألاعيب حتى يشكل حكومة يستطيع من خلالها أن يصدر قانون الحصانة الذي يطمح إليه ليحمي نفسه من قضايا الفساد لكنه حتى وإن استطاع تشكيل حكومة وهذا وارد لكنها ستكون حكومة ضعيفة مع أول خلاف سياسي كما حدث مع الحكومات السابقة.
فنتنياهو قاد خمس حكومات منذ عام 1996 وانهارت آخر هذه الحكومات في ديسمبر / كانون الأول ومع ذاك نتنياهو لن يرفع الراية البيضاء حتى لو لجأ لانتخابات خامسة أو شن حربا على ايران فقد، ألمح المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إلى احتمال أن يحل نتنياهو المأزق السياسي من خلال تصعيد أمني مقابل إيران: «الهجمات المنسوبة لإسرائيل (تفجير في سفينة إيرانية، الأسبوع الماضي، واستهداف شبكة الكهرباء في منشأة نطنز، الليلة الماضية) تحدث في توقيت سياسي حساس. وقد يكون التصعيد الأمني القشة التي تقسم روح معارضة بينيت وسموتريتش، اللذين لا يزالان يمتنعان عن الانضمام إلى حكومة يمين التي يطرحها نتنياهو».
وأضاف هرئيل أنه «توجد هنا خلطة غير صحية من الاعتبارات الأمنية والسياسية. وتحدث هذه الأمور فيما ليس واضحا طوال الوقت مدى إنصات رئيس الحكومة إلى القضايا الأمنية الملحة، وفيما هو منشغل بالتطورات الكثيرة في محاكمته».
بدورها، أشارت محللة الشؤون الحزبية في موقع «واللا» الإلكتروني، طال شاليف، إلى أنه «معروف عن نتنياهو أنه يؤجل القرارات الصعبة والخطوات الدراماتيكية حتى اللحظة الأخيرة، وهذه هي الآلية التي اتبعها طوال السنين والمفاوضات الائتلافية لتشكيل حكوماته».
وأضافت أن قلق نتنياهو يزداد، إذ تبقى له ثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع من مهلة تشكيل الحكومة، وفي حال لم يتمكن من إنهاء هذه المهمة، فإنه قد يشكل المعسكر المناوئ له حكومة.وتابعت أنه بعد جولة المحادثات الأولى، «انسدت كافة طرق نتنياهو عند محور بينيت – سموتريتش – ساعر، وحقيقة أنه في الليكود يدرسون سيناريوهات تستثنيه، هي سبب آخر لقلقه».