بقلم: فراس السالم – صحيفة “القبس”
الشرق اليوم – يشهد قطاع الطاقة العالمي شداً وجذباً كبيرين عندما يحصل تنافس كبير ما بين المنافسين كالوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) والطاقة المتجددة. فكيف تتنافس الدول وما هي معايير اختيار المصادر الأساسية لتوليد الطاقة؟
تختلف الرؤية من بلد الى آخر حسب توافر الموارد الطبيعية، فالدول التي ليس لديها اي مورد طبيعي حتما لن تفضل الاعتماد على مصدر خارجي لتوليد الطاقة، فذلك سيتعارض مع الأمن القومي والمصلحة الاستراتيجية للدولة، فستقوم بالانفاق على ابتكار حل أكثر استدامة وأمانا لها مما يحد من اعتمادها على مصدر خارجي وتعزيز مفهوم الاستقلالية في توليد الطاقة.
في قارة أفريقيا، أكثر قارة نموا في التعداد السكاني في يومنا هذا، تغيرت النظرة خلال الأعوام القليلة الماضية مع الإعلان عن استكشافات كبيرة عبر القارة للموارد الطبيعية، فكان لها نصيب كبير من المشاريع المستقبلية، فبلغ مجموع الاستثمارات في أكبر خمسة مشاريع للغاز أكثر من 102 مليار دولار أميركي في ثلاث دول، وهي تنزانيا ونيجيريا وموزمبيق وجميعها مشاريع طويلة الأمد تتعلق ببنى تحتية لتسييل الغاز واستخراج النفط والغاز من المكامن، ويدلنا ذلك على التوجه الاستراتيجي لهذه الدول الأكثر نموا بالسكان، والتي ستكون مصدر الطلب على الطاقة مستقبلا.
سعت القوى العظمى على مدى قرون لاستغلال هذه القارة لكثرة مواردها الطبيعية، واليوم تتهافت الشركات العالمية لأخذ حصة من هذا النمو المتوقع مع التطور السريع الذي تشهده مدن القارة الأفريقية، التي أصبحت تتمدد بشكل كبير نظرا لازدياد النشاط الاقتصادي والتوسع العمراني المصاحب له، حيث أصبحت عواصم هذه الدول مدنا مليونية مكتظة بالسكان في بيئة رقابية أقل حزما من الأسواق المتطورة كأوروبا وأميركا الشمالية، ما يقلل تكاليف العمل نظرا لانخفاض المعايير البيئية المطلوبة للعمل، وحاجة هذه الدول للتمويل والاستثمار الأجنبي، وتكنولوجيا الاستخراج الحديثة والأكثر فعالية التي تملكها الشركات الغربية العاملة في النفط والغاز، وشركات الخدمات الهندسية والمقاولات العالمية.