الرئيسية / مقالات رأي / بايدن على محكّ النووي الإيراني

بايدن على محكّ النووي الإيراني

بقلم: محي الدين المحمد – تشرين السورية

الشرق اليوم– يبدو أن العودة الأمريكية للاتفاق النووي الإيراني باتت قاب قوسين أو أدنى وفق التصريحات والتسريبات التي تنساب من الكواليس الخلفية للبيت الأبيض، لكن ذلك لا يشجع أحداً على الجزم بأن ذلك سيتم خلال أيام قليلة، وذلك بسبب سياسة (تعا ولا تجي) التي مازالت تعتمدها إدارة بايدن. فالعودة للاتفاق لا تحتاج إلا إلى قرار من جملتين فقط من الخارجية الأمريكية وهما (قررنا العودة وألغينا جميع العقوبات التي تم فرضها بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق).

إن أمريكا التي عادت لاتفاق باريس للمناخ وإلى منظمة الصحة العالمية وألغت العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية عادت من دون تفاوض وجديتها على المحك الآن في الإعلان عن تعليق العمل بقرار ترامب الأحادي الذي خالف قراراً واضحاً لمجلس الأمن، واتفاقاً وقعت عليه أمريكا ضمن ما يسمى اتفاق «5+1».

إن العالم أجمع يتابع ما يجري ويرنو إلى فيينا التي استضافت اجتماعات «4+1» يوم أمس الثلاثاء وبمتابعة أمريكا من خلف الستار في شوارع خلفية لمكان الاجتماع علها تؤيد رغبة الأطراف المشاركة للإسراع بإعلان تدوير الزوايا والعودة إلى احترام القانون الدولي وقرار مجلس الأمن ذي الصلة.

إن العودة للاتفاق النووي الإيراني لا يخص إيران وحدها وإنما يمكن أن يعطي مؤشرات على تعاط جديد لإدارة بايدن في جميع الملفات الدولية الساخنة كما يمكن أن يخفف حالة الاحتقان التي خلفتها إدارة ترامب بين إيران ودول الجوار وعندها تسقط ذرائع أمريكا التي تم تضخيمها حول أمن الملاحة في الخليج وأمن دول المنطقة التي لم تهددها إيران في أي لحظة رغم كل التحريض الأمريكي- الإسرائيلي.

لقد ملَّ العالم من سياسة فرض العقوبات الأمريكية على الدول والشعوب وفشلت محاولات أمريكا في وقف تقدم الدول الأخرى اقتصادياً وعلمياً وبالتالي فإن استمرار تلميحاتها بالصدام مع الصين وروسيا ومع كل الدول التي تحترم ميثاق الأمم المتحدة وترفض الهيمنة الأمريكية وتدعو إلى علاقات تعاون وتكامل بين الدول لن تجلب الخير إلى أحد وستكون أمريكا في مقدمة المتضررين.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …