الرئيسية / مقالات رأي / تحولات في المشهد العالمي

تحولات في المشهد العالمي

بقلم: راتب شاهين – تشرين السورية

الشرق اليوم– تستكمل الإدارة الأمريكية الحالية ما بدأته السابقة، لكن بصمت، بخلاف جنون إدارة الملفات في عهد دونالد ترامب، بالتركيز على الملفات التي تراها أكثر إلحاحاً في الصراع على الساحة الدولية والتي تم تحديدها بالصين وروسيا.

هذه سياسة أمريكية مخططة مسبقاً ولا علاقة لها بشخص الرئيس أو هويته الحزبية جمهورية أو ديمقراطية.

الهدف والغاية الأمريكية لا تزال هي نفسها، مراقبة روسيا وتقييد الصين بنقل الاهتمام الأمريكي من التشتت في ملفات إقليمية و أهمها في الشرق الأوسط وتجنب الدخول في الصراعات الإفريقية إلى التركيز في هذه المرحلة على الصين.

بالنسبة للجبهة مع روسيا فأمريكا نوعاً ما فعلت كل ما يمكن، فالبنية التحتية لحلف شمال الأطلسي “ناتو” مبنية منذ عقود، والتحركات العسكرية دائما تجري بسرية، وكل ما تفعله واشنطن هو العودة بـ”ناتو” إلى إيقاعه الأمريكي بعد محاولات بعض الأعضاء فيه التفلت من بعض التزاماته الأمريكية، أما الجبهة مع الصين، فإن أمريكا تسعى للانسحاب من بعض الملفات وتحويل قوتها إلى الصين، وإعلان أمريكا لسحبها بعض من قواتها من الخليج يخدم هذا السياق.

الإقليم منخرط في هذا التوجه الأمريكي، ويظهر أكثر في استعداد اتباع أمريكا للتنازل لأجل المصالحة، كتركيا ومصر والسعودية، ومشكلة سد النهضة ستحل عندما تحدد أمريكا ما تريده من مصر في هذه المجابهة القادمة.

القوى العظمى الأخرى من الطبيعي أن لها رأيها وتحركها، الذي يعتبر رداً مسبقاً على أي مغامرة أمريكية، والذي يحجم من قوة أي تحرك أمريكي، ويُدعم هذا الحلف الوليد غير الرسمي بالاتفاقيات “كالاتفاق الاستراتيجي بين الصين وإيران” وبعضها سيكون بمثابة الزلزال -إن طبق- وبخاصة دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى استخدام العملات الوطنية بدلا من الدولار، والمثير أنه جاء من الجبهة التي تعتبرها أمريكا عسكرية بالدرجة الأولى روسيا، بينما الصين هي جبهة اقتصادية بامتياز.

التكامل بين الجبهات الثلاثة العسكرية (روسيا) والاقتصادية (الصين) و(إيران)، الموارد إضافة للموقع الإستراتيجي إضافة لكوريا الديمقراطية وبعض الدول في أمريكا اللاتينية، سيقود إلى نظام عالمي لا تريده أمريكا وتعمل على تأخيره.

أمريكا بسياستها العدائية للجميع، تدفع القوى العالمية إلى الإسراع في التضامن والتكامل معاً لردع أي عدوان أمريكي، لكن لأمريكا نفوذها السياسي والعسكري وعصاها الغليظة” الدولار” الذي سترهب به الدول في حال النحو باتجاه الطرف الآخر، ولكن لا بديل عن التحرك إلى الأمام.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …