BY: Sussan Tahmasebi
الشرق اليوم – بعد أسابيع قليلة من انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني في مايو 2018، أدان وزير الخارجية الأمريكية السابق مايك بومبيو «رجال النظام المتوحشين» في طهران لقمعهم النساء الإيرانيات اللواتي يطالبن بحقوقهن.
لكن إدارة ترامب وجهت بعد ذلك صفعة هائلة للنساء الإيرانيات من خلال إعادة فرض العقوبات على طهران، وتقييد مبيعات النفط والوصول إلى النظام المصرفي العالمي، ودفع الاقتصاد إلى ركود عميق.
فمنذ ربيع 2018، فقد الريال الإيراني 68% من قيمته، وفي مارس 2020، بلغ معدل التضخم حوالي 41%، وفي نفس الفترة، انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.5%، وبلغ معدل البطالة 10.8%، وأفسدت العقوبات إحدى الفوائد الرئيسية للاتفاق النووي: الاستثمار الأجنبي وخلق فرص العمل التي كان من المقرر أن تواكب انفتاح الأسواق الإيرانية على العالم.
ويتجلى تدمير الاقتصاد الإيراني في حياة فصيل من الإيرانيين الذين يعملون من أجل الإصلاح والتحرير، والذين يتحدث باسمهم بومبيو وغيره من المسؤولين الأمريكيين البارزين: النساء الإيرانيات من الطبقة المتوسطة، فقد أدى التراجع الاقتصادى إلى تدمير مكاسبهن الهشة في التوظيف والمناصب الإدارية العليا والمناصب القيادية في الفنون والتعليم العالي، مع الحد من قدرتهن على السعي من أجل الإصلاحات القانونية.
وبينما تستكشف إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، إعادة الانخراط مع إيران، فإن بعض أولئك الذين يعارضون عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، حتى كأساس للتفاوض على اتفاقية أخرى موسعة، يتحدثون بصوت عالٍ أيضا عن دعمهم لحقوق المرأة الإيرانية، كما يرى الكونجرس أنه يجب أن توجه السياسة الأمريكية قوة دفع خاصة لحقوق المرأة في إيران.
ولكن بالنسبة للعديد من النساء في طهران، فإن صيحات دعم حقوق الإنسان من قبل مؤيدي العقوبات تبدو جوفاء لأن تلك العقوبات تؤدي إلى تفكيك اقتصاد الدولة وسبل عيش شعبها. ويجب أن تعترف إدارة بايدن بهذه الحقيقة في الوقت الذي تحارب فيه من أجل تجديد الدبلوماسية مع إيران.
فقد طالبت النساء الإيرانيات بمزيد من الحقوق والديمقراطية لعقود من الزمن، وقد قاد نشطاء الطبقة الوسطى عدة انتصارات ضد القيود المؤسسية، وغالباً ما يُنظر إلى نساء الطبقة الوسطى على أنهن المحرك الأساسي للتغيير الاجتماعي، فقد شاهدن تحطيم حياتهن وآمالهن بسبب عقوبات إدارة ترامب، ولذا فإنه من الصعب رؤية المكاسب التي قد تحققها الولايات المتحدة من هذا الدمار.
واليوم باتت «المرأة من الطبقة الوسطى» في إيران هيي فئة آخذة في الاختفاء، وذلك على الرغم من أن عدد النساء يفوق عدد الرجال في الالتحاق بالجامعات، إلا أنهن غالبا ما يتخرجن ليجدن أن أصحاب العمل يفضلون توظيف الرجال.
على الرغم من هذه العوائق، فقد زادت معدلات توظيف النساء في السنوات الأخيرة، لكن الصدمة متعددة الطبقات للاقتصاد الإيراني من العقوبات ووباء “كوفيد – 19″، جعلتهن يفقدن مكانتهن بشكل غير متناسب.
وفي الفترة من مارس إلى سبتمبر 2020، ومع تفشي جائحة فيروس كورونا، فقد الرجال 637 ألف وظيفة بينما خسرت النساء، اللواتي لا تزيد نسبة مشاركتهن في القوى العاملة عن 17.5%، 717 ألف وظيفة، وبعد استئناف الإيرانيين العمل في الخريف، انخفض فقدان الوظائف من قبل الرجال، في حين استمرت معدلات توظيف النساء في الانخفاض. ومع وقوع أزمة دبلوماسية بين واشنطن وطهران، فإن الشعب الإيراني بات ينتظر حلولا، فإيران المعزولة والمختنقة تعمل وكأنها في حالة حرب، وهو الأمر الذي يقلل من فرص نسائها.
ترجمة: المصري اليوم