بقلم: جينفر روبن – صحيفة “الاتحاد”
الشرق اليوم – تشير أحدث استطلاعات الرأي لمركز بيو البحثي إلى أنه رغم كون الولايات المتحدة مازالت بلاداً شديدة الانقسام، فإن الرئيس جو بايدن دشن بداية قوية. ورصد استطلاع الرأي أن «ما يقرب من ثلثي الأميركيين (65%) يقولون إنهم واثقون للغاية أو بدرجة ما في قدرة بايدن على معالجة التأثير الصحي لتفشي فيروس كورونا. ويؤيد 54% من الأميركيين أداء بايدن لعمله، بينما لا يؤيده 42% منهم. والتأييد الشديد لبايدن (38%) يتفوق على عدم التأييد الشديد له (29%)».
وهناك ما يسوغ تشكك الجمهور في قدرته على «لم شملنا جميعاً». فهناك أقل من النصف بقليل (48%) لديهم ثقة في قدرته على القيام بهذا. وهذا مفهوم، مع الأخذ في الاعتبار أن «الجمهوريين» مصرون على معارضة معظم ما يقوم به، و«الديمقراطيون» يعلمون أن الجمهوريين يتبعون نهج العرقلة. وفي تناقض صارخ مع الرئيس السابق، يحظى بايدن بتقدير كبير لصفاته الشخصية. فهناك «الثلثان من الأميركيين (66%) من بينهم 36% من الجمهوريين يقولون إنهم يقفون مع ما يؤمن به». بالإضافة إلى هذا «هناك أغلبيات تنظر إلى بايدن باعتباره شخصاً مهتماً بحاجات الناس العاديين (62%) وأنه نموذج يحتذى (58%) وأمين (57%) وحاد الذهن (54%)».
وفي الوقت نفسه، يتمتع الحزب الديمقراطي، إجمالاً، بمعدلات أقوى بكثير (عدم تأييد 51% في مقابل تأييد 47%) من معدلات الحزب الجمهوري (نسبة عدم التأييد 60% في مقابل تأييد 38%).
وهناك عدة نقاط مستفادة من كل هذا، ورغم أن بايدن لم يكمل شهرين في المنصب، لكن بعض الأطر واضحة.
أولاً: في تحول بمعدل 180 درجة عن حال الرئيس السابق، يقيم بايدن مستوى حيوياً من الثقة مع الجمهور. لقد اعتزم تقليص الوعود والتفوق في الأداء على خلاف ما شاهدناه من الرئيس السابق الذي طالما وصفه البعض بالكذب. ويتعين على بايدن الاعتماد على هذا المخزون من الثقة، مع تنفيذ باقي قائمة أولوياته والوفاء بوعده بدفع مبلغ 1400 دولار وإطالة أمد إعانات البطالة، فذلك سيساعد في هذا الصدد، وكذلك الاستجابة المسؤولة لـ«كوفيد-19»، مع اعتراف بالمخاوف القائمة مثل صعوبة حصول كثير من الأميركيين على موعد لتلقي اللقاح.
ثانياً: إن مساعي الجمهوريين لتقويض وإلغاء نتائج الانتخابات، وتحيزهم الذي مازال قائماً للرئيس السابق، ورفضهم لمرشحين أكفاء، ومعارضتهم الموحدة لخطة إنقاذ تتمتع بشعبية هائلة.. كل ذلك لم ينفعهم في الواقع. وكشف استطلاع الرأي عن تغيرات منذ نهاية الصيف الماضي في «نسبة الأميركيين الذي لا يؤيدون الحزب الجمهوري مقارنة بما كانت عليه في أغسطس، إذ كانت 57% والآن أصبحت 60%. والأميركيون أصحاب الرؤية السلبية تجاه الحزب الديمقراطي انخفضت نسبتهم من عدم تأييد 53% في ذاك الوقت إلى عدم تأييد 51% الآن)».
ثالثاً وأخيراً: مازال الحزب الجمهوري في حالة افتتان بشخصية ترامب. فقد أشار استطلاع الرأي إلى أن «معظم الديمقراطيين يؤيدون تقبل الحزب بدرجة ما على الأقل المسؤولين المنتخبين الذين ينتقدون بايدن، بينما موقف أغلبية الجمهوريين هو أن الحزب يجب ألا يرحب بالمسؤولين الجمهوريين المنتخبين الذين ينتقدون ترامب». وهناك 68% من الديمقراطيين يرحبون بمنتقدي بايدن، بينما لا يرحب إلا 9% من الجمهوريين بمنتقدي ترامب. ولا يشكك أحد في أن الولاء لشخص واحد يمثل ملمحاً حاسماً للحزب الجمهوري. إنها طريقة غريبة للحفاظ على سلامة حزب، ناهيكم عن الوصول إلى تأييد أغلبية.