بقلم: تشن وي تشينغ – صحيفة “الرياض”
الشرق اليوم – طرح صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مؤخراً مبادرتين رئيسيتين هما «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، وذلك بعد أن استضافت المملكة العربية السعودية قمة مجموعة العشرين بالرياض العام الماضي، واقترحت مفهوم الاقتصاد الدائري الكربوني وتم إصدار بيان بيئي، وعززت للإدارة الإقليمية والعالمية وطرحت أحدث الحلول التي تقدمها التنمية المستدامة.
وتعكس المبادرة الرؤية الاستشرافية لقادة المملكة، وفكرة التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة بناء على «رؤية 2030» وستلعب دورًا إيجابيًا لا ينحصر فقط على المملكة العربية السعودية، بل الشرق الأوسط أجمع.
في مواجهة التحديات على طريق التنمية المستدامة للبشرية، تتحمل كلاً من الصين والمملكة العربية السعودية مسؤوليات تاريخية «الجبال الخضراء والمياه النقية هي جبال من الذهب والفضة». هذه هي وجهة النظر والأيقونية والرأي التمثيلي لفكر الحضارة البيئية للرئيس شي جين بينغ. في سبتمبر من العام الماضي، اقترح الرئيس شي جين بينغ في الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أن تبلغ الصين ذروة الكربون بحلول عام 2030، وتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وتم الإعلان عن سلسلة من التدابير الجديدة لتعزيز المساهمات المحددة وطنياً في قمة طموح المناخ بديسمبر الماضي، والتي أشاد بها المجتمع الدولي وحصلت على قبول من نطاق واسع.
استمر بناء الحضارة البيئية في الصين من خلال اتخاذ خطوات قوية، وحققت التنمية الخضراء إنجازات ملحوظة. خلال «الدورتين» التي اختتمت هذا الشهر، استعرضت الصين ووافقت على «الخطة الخمسية الرابعة عشرة» ومخطط الأهداف طويلة المدى لعام 2035. ويُقترح التنفيذ الصارم لمفهوم التنمية الجديد المتمثل في الابتكار والتنسيق والأخضر والانفتاح والمشاركة. لا يجسد مصطلح «أخضر» مثال الصين في الاستجابة لخطر تغير المناخ فحسب، بل يجسد أيضًا إعلانًا مهمًا من جانب الصين حول مسار التنمية.
تغيرت ملامح العالم وتغير كل شيء، ولما كانت الأمور مختلفة فيجب علينا الاستعداد للتغيير. فاليوم يمر العالم بتغيرات كبيرة لم نشهدها منذ قرن من الزمان، وتعلمنا من جائحة كورونا وخطر تغير المناخ أنه من خلال التعرف الدقيق على التغييرات والاستجابة العلمية والسعي الاستباقي للتغييرات، يمكننا بدء خطة جديدة في التغييرات. لقد ازدادت درجة الترابط والاعتماد المتبادل بين الدول بشكل غير مسبوق. وكأن البشرية تعيش في قرية عالمية، في نفس الزمان والمكان حيث يلتقي التاريخ والواقع، وأصبحنا مجتمعا يعيش نفس المصير ويعي ببعضه البعض. النهج القديم الذي لا يذكر الاستثمار والتنمية ولا يتحدث عن الحماية والاستغلال والترميم هو نهج غير مستدام. تحتاج البشرية إلى ثورة ذاتية لتسريع تشكيل أساليب التنمية الخضراء وأنماط الحياة، وتعزيز «الانتعاش الأخضر» للاقتصاد العالمي بعد الوباء، والجمع بين قوة قوية من أجل التنمية المستدامة.
لطالما كانت الصين والمملكة العربية السعودية من النشطاء والفاعلين الذين يوحدون المعرفة والعمل من أجل تحمل مسؤوليات قوة عظمى، وتعزيز رفاهية البشرية، وحماية الأرض. نحن نقدر تقديرا عاليا مبادرات «السعودية الخضراء» و «الشرق الأوسط الأخضر» التي أطلقها ولي العهد. والصين لديها تقنيات وخبرة ناضجة في منع التصحر وحماية البيئة وزيادة الغطاء النباتي وتطوير طاقة جديدة. نحن على استعداد للعمل مع المملكة العربية السعودية لمواصلة تنفيذ السياسات والتواصل وتعزيز التنمية عالية الجودة والمستدامة للتعاون في مجال بناء الحضارة البيئية، والمساهمة في الحلول والحكمة في الإدارة البيئية العالمية.