الرئيسية / مقالات رأي / أزمة قناة السويس تعيد قناة بن غوريون الإسرائيلية إلى الواجهة

أزمة قناة السويس تعيد قناة بن غوريون الإسرائيلية إلى الواجهة

بقلم: علي أبو حبلة – صحيفة الدستور

الشرق اليوم– جملة من التساؤلات حول أسباب ومسببات أزمة سفينة «إيفر غرين» التي جنحت في قناة السويس وجرى تحريكها بعد نحو أسبوع من وقف عبور السفن في الممر المصري، حيث عاد  الحديث عن البدائل ومن بينها قناة بن غوريون التي تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، ويروّج الإسرائيليون أنها ستكون بديلا عن قناة السويس.

تعاملت القاهرة مع تعثر السفينة بعرض قناة السويس على أنه أزمة مصيرية تختبر قدرة النظام المصري، ذلك أن القناة ممر مائي يؤثر على حركة التجارة العالمية، وتوقفها عن العمل لأي سبب يدفع بقوة نحو تشجيع الحلول البديلة التي تسعى حكومة الاحتلال من خلالها لتنفيذ مشروعها لما يعرف مشروع قناة بن غوريون ، ووفق تقارير أن السلطات الإسرائيلية تخطط لإنشاء قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط. وأن مهندسون إسرائيليون قاموا  بوضع خطط لإنشاء قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وتكون منافسة لقناة السويس، لان المسافة بين ميناء ايلات والبحر المتوسط ليست بعيدة وتشبه تماماً المسافة التي أخذتها قناة السويس لوصل البحر الأحمر مع البحر الأبيض المتوسط. وستقوم إسرائيل إذا شقت القناة من إيلات على البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، بخفض المسافة التي تجتازها السفن في قناة السويس، الى البحر الأبيض المتوسط، ثم إن إسرائيل ستقيم قناة ليست على قاعدة قناة السويس، حيث في قناة السويس يستعمل أسلوب يوم تمر فيه السفن من اتجاه الى اتجاه، وفي اليوم الثاني يتم استعمال الاتجاه المعاكس للسفن الذاهبة إلى هذا الاتجاه. وستحفر إسرائيل قناتين مستقلتين، واحدة من البحر الأحمر الى المتوسط، والثانية من المتوسط إلى البحر الأحمر، وهكذا لا تتأخر اي سفينة في حين تمضي السفن في قناة السويس أسبوعين كي تجتاز قناة السويس. وتنوي إسرائيل اقامة فنادق ومطاعم ونوادي سهر ليلية على القناة التي ستشقّها، وستسمّيها قناة ‘بن غوريون’. وقد اعترضت مصر بشدة على هذا الأمر، مهددة بقطع العلاقة مع إسرائيل، فلم تكترث إسرائيل للتهديد المصري ، معتبرة أن العلاقات الدبلوماسية مع مصر شبه مقطوعة.

وتخطط تل أبيب لأن تحول هذه القناة إلى مشروع متعدد الوجوه، وفضلا عن دورها التجاري كبديل لقناة السويس فهي تهدف إلى إقامة مدن صغيرة وفنادق ومطاعم ونوادي سهر ليلية من حولها. ويقول مراقبون إن التقليل المصري من قيمة المشروع الإسرائيلي لن يحد من خطره على عائدات قناة السويس، كما أن «القناة البديلة» قد تجد تفاعلا إقليميا.

 «لقد نجح المصريون في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس، وإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي، ما يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي يمررها هذا الشريان الملاحي المحوري». وبدا السيسي وكأنه يلمح إلى قناة بن غوريون، خاصة أن إسرائيل استثمرت أزمة قناة السويس للإعلان عن بدء الأشغال الخاصة بمشروعها، ما يزيد من الضغوط على القاهرة ويدفعها إلى إصدار تصريحات مطمئنة. ونشر موقع صحيفة «بيزنس إنسايدر»، الخميس، محتوى مذكرة سرية يفيد بأن الولايات المتحدة درست اقتراحا لشق ممر مائي بديل في إسرائيل لقناة السويس بتفجير قنابل نووية في صحراء النقب. ووفقا للمذكرة الأميركية التي رفعت عنها السرية عام 1996 كانت الخطة تعتمد على استخدام 520 قنبلة نووية لحفر قناة البحر الميت عبر صحراء النقب بطول 160 ميلا، لأن الطرق التقليدية للحفر ستكون باهظة الثمن، وهي قناة كان يمكن أن تكون بديلا إستراتيجيا مهما وتتغلب على الأزمة التي أحدثها جنوح «إيفر غرين».

وأبدى المؤرخ أليكس ويلرشتاين رأيا سلبيا في المشروع الإسرائيلي في تغريدة بحسابه على تويتر، ووصفه بأنه «اقتراح متواضع لوضع قناة السويس». ومن المسارات المحتملة التي اقترحتها المذكرة الأميركية مسار يمتد عبر صحراء النقب في إسرائيل، ويربط البحر المتوسط بخليج العقبة، فاتحا طريقا إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي، بما ينهي أزمة التكدس في قناة السويس بحسب المخطط الاسرائيلي.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …