بقلم: خالد الربيش – صحيفة “الرياض”
الشرق اليوم – في الأول من أبريل، سيكون قطاع المصارف في المملكة على موعد مهم، سيسجله القطاع في تاريخه الحافل بالإنجازات، عندما تنطلق المنظومة القانونية لأكبر مؤسسة مصرفية في المملكة، وأكبر قوّة مالية إقليمية، ناتجة عن اندماج مصرفي «الأهلي التجاري»، و «مجموعة سامبا المالية»، في بنك يحمل مسمى «البنك الأهلي السعودي».
وبحرفية ومهارة عاليتين، أرسل البنك الجديد مؤشرات مبكرة على نجاحه المتوقع، وانطلاقته إلى آفاق واسعة، يحقق من خلالها تطلعات ولاة الأمر، وأمنيات عملائه، ولم يتحقق هذا من فراغ، وإنما من القدرة على استغلال الفترة الماضية بكل حكمة، وإعداد العدة التي تؤهله ليكون أكبر جهة إقراض متخصصة للمؤسسات على مستوى المملكة، ليس هذا فحسب، وإنما يكون الشريك الأول والأمثل للشركات بدءاً من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تبحث عن سيولة لتنمية أعمالها، ووصولاً إلى أضخم الشركات السعودية التي تسعى إلى التوسع محليّاً أو دولياً أو تعتزم تمويل مشاريعها الضخمة.
وهنا يجب أن نتذكر جميعاً الإيجابيات التي رددها الكثيرون عند اللحظة الأولى لخبر الاندماج بين البنكين العملاقين، وأبرزها الرغبة في تأسيس بنك قوي بملاءة مالية ضخمة، قادر على القيام بمهام نوعية في مسيرة رؤية 2030، ودعم المشروعات النوعية التابعة للرؤية، وتستطيع أن تغير ملامح الاقتصاد السعودي، ودفعه إلى الاعتماد على قطاعات اقتصادية متنوعة، ليس من بينها قطاع النفط.
واليوم وكأن البنك الجديد يعلن أنه على أهبة الاستعداد لتنفيذ ما يُطلب منه من خلال آلية مصرفية، توفر السيولة لكل مشروع جاد، من خلال تحقيق أقصى استفادة ممكنة تعزز مساهمة القطاع المصرفي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة.
المؤشرات الواردة حتى اليوم، تؤكد أن البنك الأهلي السعودي حدد الطريق الذي سيسلكه في المستقبل، ويحقق من خلاله أهدافه المرجوة، عندما قرر أن يوظف الخبرات المجمّعة من البنكين، ويعزز الإمكانات التمويلية، ويرتقي بالكوادر البشرية، هدفه الأول مضاعفة مستويات الدعم، وتفعيل الخدمات للشركات في المملكة، ليس هذا فحسب، فالبنك الجديد قرر أيضاً أن يقود التحوّل في القطاع المصرفي، ومضاعفة خدماته المصرفية الرقمية، ومواصلة تعزيز إمكانات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وإطلاق مشاريع مبتكرة، وعقد شراكات جديدة في هذا المسار.
وتتضح مؤشرات النجاح وأكثر وأكثر، عندما أعلن البنك أنه يعتزم تكثيف خدماته لجميع العملاء بلا استثناء، وفاجأ الجميع بأن عملاءه يمكنهم الاستفادة من المنتجات والخدمات المتوفرة عبر شبكته الموسعة التي تضمّ أكثر من 500 فرع في مختلف أنحاء المملكة، فضلاً عن أكثر من 4100 جهاز صرّاف آلي، و950 جهازاً للإيداع النقدي، و130 نافذة للخدمات الذاتية، ونحو 127 ألف جهاز لنقاط البيع.
ولعل ما يلفت الأنظار حقاً، رسالة الاطمئنان التي بعث بها البنك لجميع عملائه، يخبرهم أنهم سيكونون محل اهتمامه، وهدفاً لخدماته المنوعة، وأنه لا تغيير في سياسة البنك إلا بعد أن يُعلمهم بهذا التغيير، لضمان انتقال سلس لحساباتهم عبر تنفيذ خطة مُحكمة لنقل الحسابات من دون أي تعطيل بعد توحيد الأنظمة والمنتجات والخدمات.