الشرق اليوم- نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً، جاء فيه أن انتشار السلالة الجديدة في البرازيل يهدد بتحويل هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 213 مليون نسمة إلى خطر عالمي على الصحة العامة.
وفقا للصحيفة، فإن ما يسمى بسلالة “P.1” التي اكتشفت للمرة الأولى في البرازيل، قادرة على نقل العدوى بنسبة تصل إلى 2.2 مرة وأكثر قدرة بنسبة 61 في المئة على إعادة إصابة الناس مقارنة بالمتحورات السابقة من فيروس كورونا المستجد، وفقا لدراسة حديثة.
وتعد سلالة P.1 مسؤولة الآن عن غالبية الإصابات الجديدة في البرازيل، حيث يقول العديد من الأطباء إنهم يرون الفيروس التاجي يفتك بالمزيد من الشباب والأصحاء، مع تسجيل أعداد وفيات يومية تفوق 3 آلاف حالة في الأيام الماضية.
وبحسب البيانات التي حللتها “وول ستريت جورنال”، فإن حوالى 30 في المئة من الأشخاص الذين يموتون بسبب مضاعفات كوفيد-19 هم أقل من 60 عاما، مقارنة بحوالى 26 في المئة خلال ذروة تفشي الفيروس السابقة في البرازيل بين يونيو وأغسطس.
ويحذر باحثو الصحة العامة من أن هذه ليست أزمة البرازيل فقط، مشيرين إلى ما يقولون إنه تهاون واسع النطاق في الولايات المتحدة وأماكن أخرى بشأن المخاطر الناجمة عن أميركا اللاتينية وغيرها من المناطق غير المحصنة في العالم.
وفي وقت تكافح البرازيل ضد الوباء بعد وصول غرف العناية المركز لكامل طاقتها الاستيعابية في أغلب الولايات، حصل 1.8 في المئة من سكان البلاد على التطعيم بالكامل.
وتعد البرازيل ثاني دولة متضررة من الوباء بتسجيلها لما يقرب من 12.5 مليون إصابة مؤكدة منذ بداية الجائحة، منها أكثر من 310 آلاف حالة وفاة مرتبط بمرض كوفيد-19، وفقا لإحصائيات جامعة “جونز هوبكنز” الأميركية”.
وقال عالم الأوبئة بجامعة هارفارد، ويليام هاناج إن “هناك اندفاع للإعلان عن انتهاء الوباء، لكن الأمر ليس كذلك”، مردفا: “أخشى أن أفكر في ما سيحدث عندما يتمكن P.1 من الوصول إلى الأماكن التي قد يتأخر وصول التطعيم إليها”.
وفقا للصحيفة، فإن سلالة P.1 البرازيلية موجودة حاليا في 20 دولة، بما فيها مدينة نيويورك في الولايات المتحدة.
“لن يتوقف عن التطور”
أصبحت البرازيل منبوذة عالميا حيث فرضت عشرات الدول قيودا على المسافرين من البلاد، بما في ذلك كولومبيا المجاورة، بالإضافة إلى دول أخرى مثل المملكة المتحدة.
وتنسب حكومة بيرو 40 في المئة من إصابات عاصمتها المتضررة بشدة لسلالة P.1، في وقت شهدت فيه الأوروغواي ارتفاعا حادا في الإصابات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
يقول الباحثون إن الدراسات الأولية تشير إلى أن اللقاحات الحالية المطروحة في جميع أنحاء العالم فعالة ضد السلالة البرازيلية P.1، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقق مما إذا كانت فعاليتها قد انخفضت مع المتغير الجديد.
وكلما طالت مدة بقاء الفيروس وانتشر بشكل أكبر، زادت فرصة ظهور سلالات أكثر عدوانية ضد الخلايا البشرية، ما يهدد تقدم التطعيم الذي تحققه الولايات المتحدة وأماكن أخرى في العالم.
وقال فيليبي نافيكا، الذي قاد بعض الأبحاث الأولى في سلالة P.1 ويعمل في معهد أوزوالدو كروز للعلوم البيولوجية، إن متغير P.1 نفسه بدأ بالفعل في التحور، مما أظهر تغييرات يمكن أن تجعله أكثر عدوى.
وأضاف: “إذا لم نوقف انتشار الفيروس، فلن يتوقف عن التطور”.
في المقابل، وصفت أندريا كروز، وهي ممرضة في قسم الطوارئ تبلغ من العمر 42 عاما في مدينة بورتو أليغري جنوب البرازيل عملها بـ “بالحرب”، قائلة: “نحن في الخنادق نخوض حربا”.
في الأسابيع الثلاثة الماضية وحدها، شهدت ولاية ريو غراندي دو سول المحيطة بها ما يقرب من 5000 شخص يموتون بسبب الوباء، أي أكثر من الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي.
من جانبه، قال طبيب العناية المركزة في مدينة ريسيفي شمال شرق البلاد، دييغو مونتارويوس سيميس، “نرى مرضى ليسوا بدينين، وليس لديهم أمراض مزمنة، وليسوا من كبار السن، ومع ذلك، فإن الفيروس يتغلب عليهم”.
وفي ولاية ميناس جيرايس، لاحظ العديد من الأطباء ارتفاعا في عدد المرضى الأصغر سنا والأكثر حرجا مقارنة بالطفرة التي شهدتها البلاد في منتصف العام الماضي.
أراراكوارا، التي يقطنها 240 ألف شخص وواحدة من أولى المدن التي دمرها متغير P.1، أغلقت محلات السوبر ماركت لمدة 6 أيام ووسائل النقل العام لمدة 10 أيام الشهر الماضي.
قال عمدة المدينة، إدينيو سيلفا، “ستكون أكبر مأساة إنسانية في تاريخ البرازيل هي فيروس كورونا”.
المصدر: الحرة