People participate in a rally in support of Myanmar's State Counsellor Aung San Suu Kyi, as she prepares to defend Myanmar at the International Court of Justice in The Hague against accusations of genocide against Rohingya Muslims, in Yangon on December 10, 2019. - Nobel peace laureate Aung San Suu Kyi arrived at the UN's top court on December 10 to personally defend Myanmar against accusations of genocide, in a remarkable fall from grace for the woman once hailed worldwide as a rights icon. (Photo by Sai Aung Main / AFP)
الرئيسية / مقالات رأي / فرنسيس وميانمار.. الدم لا يحل شيئاً

فرنسيس وميانمار.. الدم لا يحل شيئاً

بقلم: إميل أمين – صحيفة “الاتحاد”

الشرق اليوم – ما الذي يجعل البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مهموماً ومحموماً بما يجري في دولة آسيوية، بعيدة كل البعد عن نطاق رئاسته الروحية، دولة نسبة المسيحيين فيها 4% في أفضل الأحوال، والبوذيين نحو 89%؟

يمكن القطع بأن حديث فرنسيس عن الأخوة الإنسانية، يتجلى بشكل واضح للعالم برمته في اهتمامه الفائق، ونداءاته التي لا تنقطع من أجل وقف نزيف الدم بين الأخوة في ميانمار، والبحث عن طرق أخرى لمواجهة الصراع السياسي.

صباح الأول من فبراير الماضي، اعتقل جيش ميانمار مستشار الدولة أون سان سو تشي، والرئيس وين مينت، وغيرهما من قادة الحزب الحاكم، وتم إعلان حالة الطوارئ لمدة عام، وتسليم القيادة للقوات المسلحة في البلاد.

منذ ذلك الوقت والعنف مستمر وإسالة الدماء جارية، ضمن معادلة عدم الاستقرار والاضطرابات والقلاقل السياسية التي تشهدها دول العالم الثالث.

ارتفع صوت البابا فرنسيس، ضمن الأصوات الرافضة للوضع الإنساني المؤلم الحادث في البلاد، ففي عشية رحلته التاريخية إلى العراق تحدث فرنسيس عما وصفها بالأنباء الحزينة القادمة من ميانمار حول صدامات دموية وفقدان أشخاص لحياتهم.

دعا فرنسيس السلطات في ذلك البلد الآسيوي المتناحر إلى جعل الغلبة للحوار على القمع، وللتناغم على الخلاف، ووجه نداءاً إلى المجتمع الدولي، للعمل على استنقاذ ميانمار من بين أنياب العنف الذي يكاد يخنق تطلعات شعب تلك الدولة على حد تعبير البابا فرنسيس. نادى فرنسيس في حديثه نهار الثالث من مارس الجاري بأن يسمح لشباب هذا البلد الحبيب- على حد تعبيره – بالرجاء في مستقبل تترك فيه الكراهية والظلم، الفسحة للقاء والمصالحة.

يدرك البابا أن الكراهية تولد العنف، والعنف ينشئ الظلم، وكلاهما يقودان إلى ضياع المودات من القلوب، والسلام والطمأنينة من النفوس، ويزرع موضعهما الخوف من الآخر، والشك في القريب والغريب، لتنهار جسور الأخوة الإنسانية، ويجد المجتمع ذاته أمام استحقاقات مؤلمة في الحال، وقلاقل مضطربة في الاستقبال.

لم يتحدث فرنسيس مباشرة عن مقومات الأخوّة الإنسانية في ميانمار، ولكن كل تصريحاته بشأن ذلك البلد، هي ترجمة مباشرة لمبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعت على أرض الإمارات في فبراير عام 2019، لتكون نوراً مضيئاً ونبراساً خلاقاً لجميع الشعوب والأمم، وحتى لمن هم من غير أبناء إبراهيم، ذلك لأنهم أخوة في إنسانية واحدة، ولا يجب أن يفرق بينهم أحد ما أو توجه أيديولوجي أو دوغمائي.

الذين رأوا في وثيقة الأخوة الإنسانية درباً للسلام البشري كُثر، وفي كل موقع وموضع حول الكرة الأرضية، ومن بينهم كانت الراهبة الكاثوليكية الميانمارية روز نو تاونج، والتي ظهرت في كاميرات الأحداث الدولية، وهي راكعة في شارع ببلدة «ميتكينا»، تتحدث إلى شرطيين كانا راكعين احتراماً لها.

تاونج في مقابلة لها مع وكالة «رويترز» قالت «توسلت إليهما ألا يؤذيا المحتجين، وأنهما يمكنهم قتلها، وأنها لن تنهض حتى تتلقى وعداً بعدم معاملة المحتجين بوحشية».

عبر موقعه الذي يحظى بمتابعة الملايين حول العالم على تويتر، يذكر فرنسيس قبل أيام العالم بالوضع المأساوي في ميانمار، حيث يفقد العديد من الأشخاص، ولاسيما الشباب حياتهم لكي يقدموا الرجاء لبلدهم. يعلن فرنسيس بمحبة أخوية إنسانية، إنه مستعد لأن يركع في شوارع ميانمار، من أجل أن ينتصر الحوار، ذلك ان الدم لا يحل شيئاً. الأخوة الإنسانية والمحبة الصادقة هي الحل.

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …