الرئيسية / مقالات رأي / الكرة في الملعب الحوثي

الكرة في الملعب الحوثي

الشرق اليوم- لأن الأزمة اليمنية تحولت إلى كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، ولأن آفاق الحلول السياسية مسدودة، ولأن الحرب طالت أكثر من اللزوم، وتحول اليمن إلى مستنقع يستنزف القدرات والإمكانات، ولأن جماعة الحوثي مصّرة على المضي في الحرب، وتدّعي في الوقت نفسه أنها تنشد السلام، فقد أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة لوضع حدّ لهذه الحرب التي دخلت عامها السابع، تستند إلى مبادئ أخلاقية وسياسية، وتنسجم مع القرارات الدولية، والمبادرة الخليجية، ومع مصلحة الشعب اليمني بشكل خاص.

 المبادرة التي أعلنها وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، تستجيب لكل النداءات الدولية بضرورة وقف هذه الحرب، كما أنها تستجيب لحاجة الشعب اليمني للأمن والاستقرار كي يستعيد الحياة التي افتقدها، وعاش خلالها في جحيم الحرب والدمار والرعب والموت والتهجير، وذاق مرارة الفقر والمرض والعوز.

 الوزير السعودي أكد أن المبادرة تشمل فتح مطار صنعاء أمام عدد من الرحلات المباشرة، الإقليمية والدولية، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية، ثم بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمبادرة الخليجية، وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، مؤكداً أن المبادرة تتم تحت إشراف الأمم المتحدة، وفي إطار دعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث، والمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي لينركينج، والدور الإيجابي لسلطنة عمان.

 ووجّه الوزير السعودي كلامه إلى الحوثيين، داعياً إياهم إلى قبول المبادرة، لأنها “تمنحهم الفرصة لتحكيم العقل ووقف نزيف الدماء، ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة” التي يعانيها الشعب اليمني، وأن “يكونوا شركاء في تحقيق السلام”.

 ولأن الإمارات كانت، ولا تزال شريكة للسعودية في الدفاع عن الشرعية في اليمن وحماية عروبتها، فقد سارعت إلى تأييد المبادرة، لأنها فرصة ثمينة لوقف شامل لإطلاق النار ولتمهيد الطريق نحو حل سياسي دائم، مشددة على ضرورة الاستجابة لهذه المبادرة.

 إن الشراكة في تحقيق السلام تعني الشراكة في الوطن، وإعادة بنائه، وتعني أن الحوثيين جزء منه، وها قد دقت ساعة الحقيقة كي يثبتوا أنهم دعاة سلام، وليسوا دعاة حرب وتدمير.

 فالانتصار الحقيقي والدائم هو الانتصار في السلام، وليس في الحرب، لأن الحرب تعني أن تلتهم النار الأرض، ولحوم البشر. وكما يقول غاندي “إننا سوف نكسب معركتنا لا بمقدار ما نقتل من خصومنا، ولكن بمقدار ما نقتل في نفوسنا الرغبة في القتل”.

 الكرة الآن في ملعب الحوثيين، كي يثبتوا أنهم فعلاً أبناء اليمن، وأنهم يرغبون في السلام لتخليص بلدهم من الموت والدمار.. هذه هي الشجاعة الحقيقية.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …