الشرق اليوم – تتعدد المسائل الواعدة في واشنطن بعد مرور شهرين تقريباً على وصول جو بايدن إلى الرئاسة، فقد تراجعت الإصابات بفيروس كورونا، وتسارعت حملة التلقيح بدرجة كبيرة، ووقّع بايدن قبل أيام على قانون لتخصيص حزمة ضخمة للتعافي الاقتصادي بقيمة 2.5 تريليون دولار.
لكن بدأت مسألة أخرى تتحول سريعاً إلى نقطة ضعف سياسية كبرى بالنسبة إلى بايدن وهي ملف الهجرة، فقد حصل الجمهوريون على العذر الذي يحتاجون إليه لمهاجمة الإدارة الجديدة بسبب محاولات عدد كبير من المهاجرين العبور من المكسيك إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية.
واحتجزت دورية الحدود الأميركية نحو 100 ألف مهاجر على الحدود في فبراير الماضي، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الشهر، واليوم يصل عدد المحتجزين على المعابر الحدودية يومياً إلى 5 آلاف شخص.
وقد أصرّ المسؤولون في إدارة بايدن على أن الحدود ليست مفتوحة ودعوا المهاجرين إلى عدم محاولة دخول الولايات المتحدة في الوقت الراهن، لكن هذه الرسالة لم تُعطِ النتيجة المرجوة.
ارتفعت نسبة اعتقال القاصرين غير المصحوبين بنسبة 63% بين شهرَي يناير وفبراير، وزادت أعداد العائلات الوافدة بنسبة 168%، وفي المقابل عبّر رئيس المكسيك، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، عن قلقه من ارتفاع هذه الأعداد وبرّر ما يحصل بانتقال السلطة في الولايات المتحدة من ترامب إلى بايدن.
قال أوبرادور في وقتٍ سابق من هذا الشهر بعد لقائه مع بايدن: “هم يعتبرونه رئيس المهاجرين، ويشعر الكثيرون بأنهم يستطيعون الوصول إلى الولايات المتحدة هذه المرة، ويجب أن نتعاون معاً لتنظيم تدفق المهاجرين لأن هذه المسألة لا يمكن حلّها بين ليلة وضحاها”.
على صعيد آخر، وجد المسؤولون صعوبة متزايدة في التكيف مع زيادة أعداد الوافدين بسبب الحاجة إلى تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي في زمن كورونا، وفي الأيام الأخيرة، فتحت الحكومة منشآت اعتقال جديدة في تكساس وطلبت من “الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ” تقديم المساعدة لإيواء أولاد المهاجرين، وعمد عدد كبير من الجمهوريين في تكساس إلى التركيز على وضع المنطقة الحدودية لتسليط الضوء على هذا الملف في الأيام الأخيرة.
في هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب الجمهوري، كيفن ماكارثي، الأسبوع الماضي: “ما يحصل ليس مجرّد أزمة، بل مأساة إنسانية. تنجم هذه الأزمة عن السياسات الرئاسية التي تطبقها الإدارة الجديدة، ولا يمكن وصفها إلا بعبارة أزمة بايدن الحدودية”.
ووفق استطلاع أصدرته شركة “يوغوف” الأسبوع الماضي تبيّن أن 52% من الأميركيين يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع ملف الهجرة، وهي نسبة أقل بكثير من مستوى تأييده في ملف كورونا أو الاقتصاد، وقد يؤدي تصاعد أعداد الوافدين غير الشرعيين على الحدود إلى إلهاء بايدن عن مهامه الأخرى والحد من قدرته على تعديل قوانين الهجرة.
يريد بايدن أن يطرح مساراً يسمح بمنح الجنسية لملايين المهاجرين غير الشرعيين المقيمين في الولايات المتحدة، لكن تحقيق هذا الهدف يصعب في أي مرحلة من المراحل، لا سيما في زمنٍ يُعتبر فيه نظام الهجرة خارجاً عن السيطرة.
بدأ بايدن يدرك سريعاً أن الفرق كبير بين التعهد بإنشاء نظام هجرة “عادل ومنظّم وإنساني” وضمان تطبيق هذه المواصفات الثلاثة دفعةً واحدة.
ترجمة: الجريدة
الرئيسية / مقالات رأي / Sydney Morning Herald: الهجرة عبر الحدود الأميركية – المكسيكية أكبر مشكلة في عهد بايدن!
الوسومالمكسيك الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن كورونا مقالات رأي
شاهد أيضاً
أوكرانيا
العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …