الرئيسية / الرئيسية / للمرة الأولى.. نتنياهو في مواجهة منافسين من اليمين في الانتخابات الإسرائيلية

للمرة الأولى.. نتنياهو في مواجهة منافسين من اليمين في الانتخابات الإسرائيلية

الشرق اليوم– تشهد إسرائيل، اليوم الثلاثاء، رابع انتخابات خلال عامين، في وقت يأمل فيه رئيس الوزراء بنيامين نتننياهو أن يستغل موقع الصدارة الذي احتلته بلاده في حملة التطعيم بلقاحات كوفيد-19 على مستوى العالم، إلى تحقيق أغلبية مستقرة والخروج من حالة الشلل السياسي غير المسبوقة.

بيّد أن نتانياهو، يواجه منافسة من مختلف أطياف الأحزاب السياسية، بما فيهم اليمنيين.

ويبرز عدد من المرشحين في مواجهة نتانياهو منهم يائير لابيد (57 عاما) وزير المالية السابق وصاحب برنامج حواري تلفزيوني، وجدعون ساعر (54 عاما)، وزير سابق استقال من الليكود لتشكيل حزب “الأمل الجديد” وتعهد بإنهاء حكم نتانياهو.

كما ينافس رئيس الوزراء الحالي أيضا نفتالي بينيت (48 عاما) أحد مساعدي نتانياهو السابقين ووزير سابق في الحكومة، وهو مليونير كون ثروته من مجال التكنولوجيا ويرأس حزب “يامينا” المتطرف وينافس ساعر على زعامة اليمين بعد نتانياهو، علاوة على بيني غانتس (61 عاما) جنرال سابق في الجيش، تفكك حزب أزرق أبيض الذي يتزعمه بعد أن انضم إلى نتانياهو في ائتلاف حكومي.

وجادل غانتس بأنه كان من الضروري تشكيل حكومة وحدة وطنية غير أن كثيرين من أنصاره ممن ينتمون للوسط ثاروا غضبا عليه. وتهاوت شعبيته وتبين استطلاعات الرأي أن حزبه قد لا يفوز بأي مقاعد في البرلمان.

سياسي محنك

تولى بنيامين نتانياهو منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي لمدة قياسية بلغت 12 عاما متتالية، وهو أمر يعود جزئيا إلى نجاحه في إقناع بعض الناخبين بأنه وحده القادر على حماية البلاد والدفاع عنها على الساحة الدولية.

لكن يواجه السياسي المحنّك، الثلاثاء، رابع انتخابات في غضون أقل من عامين، بعدما فشل مرارا في تشكيل ائتلاف موحّد داعم له، رغم امتلاكه قاعدة انتخابية يمينية مخلصة.

وتشير الاستطلاعات إلى أن رئيس الوزراء المعروف بمهارته السياسية والملقّب بشكل واسع بـ”بي بي”، قد يواجه مجددا صعوبات في الحصول على الغالبية البرلمانية التي يحتاجها أي 61 مقعدا.

ومنذ صوّت الإسرائيليون آخر مرة قبل عام، يبدو أن الدعم لحزب نتانياهو “الليكود” تراجع، على الرغم من إبرامه اتفاقيات تطبيع تاريخية مع أربع دول عربية وإطلاقه حملة تطعيم ضد كوفيد-19 كانت الأسرع على صعيد العالم.

ويرجع كولين شندلر من كلية “مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية” في لندن ضعف موقف نتانياهو سياسيا إلى غياب الثقة مع الشركاء في أي ائتلافات يتم تشكيلها.

وقال شندلر مؤلّف كتاب “صعود اليمين الإسرائيلي: من أوديسا إلى الخليل” إنه “إذا كنت تثق بالناس طالما بإمكانك استخدامهم، يمكنك التظاهر بإقامة صداقات وتحالفات معهم. لكنك في نهاية المطاف، يتركّز توجّهك على حماية نفسك والنجاة. هكذا أرى نتانياهو”.

لكن على الرغم من كونه أول رئيس وزراء إسرائيلي توجّه إليه اتهامات وهو في السلطة في إطار شبهات فساد ينفيها، تبدو فرص نتانياهو بالفوز في صناديق الاقتراع جيّدة مرة أخرى.

وبالنسبة لشندلر، يعود ذلك جزئيا إلى مسألة أن الناخبين لا يزالون يرون أنه الخيار الأسلم لقيادة البلاد. وقال “لهذا السبب لا يزال في السلطة. إنه حارس المرمى الوطني ولا يسمح (للأطراف الأخرى) بتسجيل أي أهداف”.

ولد نتانياهو يوم 21 أكتوبر 1949 في تل أبيب، وورث عن والده بن تسيون عقيدة متشددة، إذ كان الأخير المساعد الشخصي لزئيف جابوتنسكي، زعيم تيار صهيوني يقدم نفسه على أنه “تصحيحي” ويسعى الى تأسيس “إسرائيل الكبرى”.

يدافع نتانياهو عن رؤيته لإسرائيل بوصفها “دولة يهودية” يجب أن تمتد حدودها من الجهة الشمالية الشرقية وصولا للأردن. ومن هنا يأتي وعده بضمّ غور الأردن في الضفة الغربية.

وفي خطابه أمام “منتدى المحرقة العالمي” العام الماضي، قال نتانياهو إن على الشعب اليهودي “أن يأخذ تهديدات أولئك الساعين لتدميرنا على محمل الجد دائما”.

وأضاف أن على اليهود “أن يوجهوا التهديدات حتى الصغيرة منها، وقبل كل شيء، أن نمتلك القدرة على حماية أنفسنا بأنفسنا”.

ولنتانياهو، ذو الصوت الخشن، ولدان من زوجته ساره وابنة من زواج سابق.

في العام 1976، كان شقيقه يوناتان الجندي الإسرائيلي الوحيد الذي قتل أثناء مشاركته في عملية عسكرية نفذتها الوحدة التي كان يشرف عليها لتحرير الرهائن المحتجزين في طائرة خطفتها منظمتان فلسطينية وألمانية في أوغندا.

وأثّرت الحادثة على نتانياهو بشدة وقال إنه كانت لها “تداعيات شخصية كبيرة”.

ونشأ نتانياهو في جزء من حياته في الولايات المتحدة وتخرّج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا العريق.

وبفضل طلاقته باللغة الانكليزية، ركّزت القنوات التلفزيونية الأميركية عليه أثناء دفاعه عن إسرائيل بين أواخر ثمانينات ومطلع تسعينات القرن الماضي، وهو ما ساهم في صعود نجمه كشخصية سياسية على الصعيدين المحلي والدولي.

وتولى نتانياهو، الذي لطالما شكك في اتفاقيات أوسلو للسلام، زعامة حزب الليكود العام 1993 وقاده إلى الفوز في الانتخابات ليكون أصغر رئيس وزراء لإسرائيل سنا العام 1996 عندما كان يبلغ من العمر 46 عاما.

وخسر السلطة سنة 1999، لكنه استعادها بعد عشر سنوات ليبقى على رأسها مذاك.

ولم ينخرط نتانياهو في محادثات سلام جوهرية مع الفلسطينيين بينما أشرف على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.

وكثيرا ما يتحدث عن المخاطر التي تواجهها إسرائيل من قبل حزب الله اللبناني بينما وصف النظام الإيراني بأنه أكبر تهديد واجه الشعب اليهودي منذ ألمانيا النازية.

وتركّزت سياسته الخارجية على وضع حد لبرنامج إيران النووي المفترض.

وفي إحدى محطات عهده الدبلوماسية الأكثر إثارة للجدل، ألقى نتانياهو خطابا أمام الكونغرس الأميركي سنة 2015 من دون دعوة من الرئيس آنذاك باراك أوباما دان فيه المفاوضات النووية التي كانت تجريها إدارة أوباما مع إيران.

وكتب أوباما في مذكراته الرئاسية “الأرض الموعودة” أن “رؤية (نتانياهو) لنفسه على أنه المدافع الأبرز عن الشعب اليهودي في وجه المحن سمحت له بتبرير أي أمر من شأنه إبقائه في السلطة”.

وبعد ثلاثة انتخابات لم تكن نتائجها حاسمة في 2019 و2020، وافق نتانياهو على تشكيل حكومة وحدة مع خصمه الوسطي بيني غانتس.

وبموجب الائتلاف الذي تشكّل في مايو ومدته ثلاث سنوات، كان على نتانياهو تسليم السلطة إلى غانتس بعد 18 شهرا.

لكن توقع الخبراء بأن نتانياهو سيجد طريقة لإفشال الائتلاف قبل السماح لغانتس بتولي رئاسة الوزراء.

ومع اقتراب المهلة النهائية لإقرار ميزانية لإنقاذ الحكومة أو تركها تنهار  والتوجه إلى انتخابات رابعة، ترك نتانياهو الأمور تسير باتّجاه الخيار الثاني.

وأكد غانتس أنه لم تكن لديه أي “أوهام” بشأن نتانياهو عندما انضم إلى الائتلاف، لكنه كان يأمل في أن يجبر الوباء والأزمة الاقتصادية الناجمة عنه رئيس الوزراء على اختيار التهدئة السياسية بدلا من جولة انتخابات جديدة.

وقال غانتس قبل أيام من انهيار الحكومة “للأسف الشديد، لم يحصل ذلك.. لم يكذب نتانياهو عليّ. كذب عليكم جميعا”.

مذيع سابق

ويعد مذيع الأخبار السابق، يائير لابيد، أحد أبرز المنافسين لنتانياهو، والذي بمظهره الحسن وشخصيته القوية.

أسس لابيد في العام 2012 حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل) السياسي، لكن لم يحظ بالقبول، إذ أعلن عن حزبه في وقت كان رائجا لنجوم الإعلام الإسرائيلي استثمار شهرتهم في المجال السياسي.

وفي انتخابات 2013، حصل حزب “يش عتيد” الوسطي العلماني على 19 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي المكون من 120 نائبا، واختير لابيد ليكون وزيرا للمال لفترة وجيزة في عهد نتانياهو وساعده ذلك في فرض نفسه كلاعب سياسي يحسب له حساب.

وقد بلغ الآن مستويات عالية على هذا الطريق.

انضم “يش عتيد” إلى تحالف أزرق أبيض الوسطي الذي شكله رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس في العام 2019.

وتواجه الائتلاف الوسطي مع نتانياهو زعيم حزب الليكود اليميني وتعادلا في ثلاث انتخابات متتالية.

في أبريل 2020، قرر غانتس التحالف مع نتانياهو وتشكيل ائتلاف حكومي بقيادة رئيس الوزراء في محاولة لإنقاذ البلاد في حربها ضد فيروس كورونا.

دفع هذا التحالف لابيد إلى الانسحاب من الائتلاف، واتهم غانتس بخرق الوعد الأساسي الذي قطعه على أنصاره عندما أخذ على عاتقه مهمة الإطاحة بنتانياهو.

في لقاء سابق مع وكالة فرانس برس في سبتمبر، قال لابيد إن غانتس كان يعتبر أن نتانياهو سيكون متعاونا داخل الائتلاف.

وأضاف: “قلت (لغانتس) لقد عملت مع نتانياهو، لماذا لا تصغي إلى صوت الخبرة (…) يبلغ من العمر 71 عاما، لن يتغير”.

وبعد انسحابه من حزب أزرق أبيض، دخل لابيد إلى الكنيست الإسرائيلي كزعيم لحزب “يش عتيد” وزعيما للمعارضة.

ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية حكومة الوحدة بين نتانياهو وغانتس التي لم تدم طويلا، بأنها “ائتلاف مثير للسخرية” إذ أن التواصل كان مقطوعا بين وزرائها.

وتوقع لابيد انهيار الائتلاف في ديسمبر وهذا ما حدث فعلا وسط توتر بين نتانياهو وغانتس.

ولد يائير لابيد (57 عاما) في تل أبيب، والده وزير العدل السابق يوسف لابيد الذي ترك هو الآخر العمل الصحافي متوجها إلى السياسة، أما والدته فهي الروائية والكاتبة المسرحية والشاعرة شلوميت لابيد.

وكان لابيد وهو ملاكم هاو محب للفنون القتالية، كاتب عمود في إحدى الصحف قبل أن يتوجه إلى العمل التلفزيوني في القناة الثانية وهو دور عزز نجوميته.

تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب “يش عتيد” سيفوز بـ 18 إلى 20 مقعدا ما سيمنحه ثاني أعلى نسبة تصويت بعد الليكود.

ومع أنه حل محل غانتس باعتباره القوة الأبرز في المعسكر المناهض لنتانياهو، إلا أن طريق لابيد للحصول على غالبية 61 مقعدا وتنصيبه رئيسا للوزراء لا تبدو سهلة وسيتطلب منه تشكيل تحالف أصعب مع اليمين واليسار والنواب العرب في الكنيست.

في العمود السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت، كتب يوفال كارني أن لابيد يدير الآن حملة رصينة وجادة طارحا نفسه كبديل لنتانياهو.

وأضاف كارني: “لقد تغير لابيد، أصبح جاهزا، نادرا ما يجري مقابلات، يمتنع عن الاعتداد بنفسه وبدلا من توبيخ خصومه (اليهود المتشددين) (…) أعلن عن خطة بشأن تغير المناخ”.

ويرى الصحافي المتخصص بالشؤون السياسية أن “لابيد يشن حملة رئاسة الوزراء وبكلام أصح على حملة للحلول مكان نتانياهو”.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

قادة مجموعة العشرين يدرسون ضريبة عالمية على المليارديرات

الشرق اليوم– حث قادة مجموعة العشرين على فرض ضريبة عالمية على المليارديرات لتمويل مشاريع حيوية …