بقلم: نضال فراعنة – الدستور الأردنية
الشرق اليوم- يوم الثلاثاء 23 أذار الجاري تجري انتخابات البرلمان الإسرائيلي الرابع والعشرين, وهي الرابعة خلال السنتين الماضيتين: الأولى يوم 9/4/2019 ، والثانية يوم 17/9/2019،والثالثة يوم 2/3/2020.
فشل نتنياهو خلال هذه الدورات الانتخابية الثلاثة الماضية من تحقيق هدفيه : الأول قاعدة برلمانية من الأكثرية تعطيه قانوناً يوفر له الحصانة ضد تقديمه للمحاكمة جراء قضايا الفساد الثلاثة المتورط بها والموجهة له رسمياً، ثانياً تشكيل حكومة إئتلافية مستقرة برئاسته.
فشل نتنياهو الذي ترأس حكومة المستعمرة اربعة عشر عاماً الأولى عام 1996 لغاية 1999، ومن ثم 11 سنة متتالية بدأت الثانية من انتخابات الكنيست عام 2009، والثالثة 2013، والرابعة 2015، والخامسة نيسان 2019،والسادسة أيلول 2019، السابعة 2020 إلى الآن.
فشل نتنياهو لا يعني أنه ضعيف، أو أن حزبه الليكود تراجع موقعه لدى الناخبين ، أو أن قوى سياسية معارضة له باتت هي الأقوى، بل مازال قوياً مع الليكود برئاسته وله الأولوية لدى الناخب الإسرائيلي حسب استطلاعات الرأي في مواجهة خصومه المفترضين: 1- يئير لبيد رئيس حزب يوجد مستقبل، 2- جدعون ساعر رئيس حزب أمل جديد، 3- نفتالي بينت رئيس حزب يمينا، 4- أفيغدور ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا، وفي مقابل هذه الأحزاب وقياداتها، تقف معه الأحزاب الدينية الثلاثة: شاس، يهوديت هتوارة، وحزب الصهيونية الدينية.
على الصعيد الحزبي داخل الليكود تمكن نتنياهو من التخلص من منافسه جدعون ساعر الذي اختار الخروج من الليكود وتشكيل حزب جديد، مثلما سبق وتمكن من تحجيم وتهميش من حاول منافسته: سلفان شالوم وموشيه كحلون وموشيه يعلون.
على الصعيد السياسي لا يوجد فوارق اجتماعية أو اقتصادية أو عقائدية بين معسكرات التنافس، فهم من طينة سياسية ومرجعية عقائدية، وتطلعات توسعية واحدة، خلاصتها استكمال بلع ما تبقى من فلسطين بدون قطاع غزة، والخلاف بينهم كيف يتم ذلك ومتى؟؟.
فقد سبق وأعلن نتنياهو عن برنامج ضم المستوطنات والغور الفلسطيني إلى خارطة المستعمرة الإسرائيلية يوم 1/7/2020، ولكنه لم ينفذ وعده، فأعطى خصمه جدعون ساعر ليسجل عليه فشلاً وتراجعاً، الذي وعد إذا تمكن من الوصول إلى رئاسة الحكومة أن يعمل على ضم المستوطنات والغور، بينما يتمسك بينيت بضم كامل خارطة الضفة الفلسطينية إلى خارطة المستعمرة أسوة بما فعلوه مع الجولان السوري والقدس العربية، وبذلك يتنافسون على المس والأذى بحقوق الشعب العربي الفلسطيني، والعمل على عدم تمكنه من نيل الحد الأدنى لحقوقه وتطلعاته الوطنية في فلسطين.
الخلاصة أن التنافس بين الأحزاب الإسرائيلية الفاعلة يتم في المربع السياسي والعقائدي والفكري الواحد بغياب توجهات سياسية نحو التوصل إلى تسوية مع الشعب الفلسطيني باستثناء حركة ميرتس وبقايا حزب العمل.
وبذلك تكون التوجهات الحزبية اليمينية، واليمينية السياسية المتطرفة، والدينية المتشددة، من لون سياسي واحد لا يوجد فوارق جوهرية فيما بينها، يمكن الرهان عليها في المدى المنظور نحو أي تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الإجراءات الجارية لاستكمال اسرلة وتهويد وعبرنة القدس باعتبارها عاصمة للمستعمرة تتم بشكل منهجي تراكمي، واخر برنامجهم تدمير حي الشيخ جراح وترحيل مواطنيه، وكذلك حي البستان في سلوان في إطار برنامج تدريجي وتطهير عرقي وتقليص الوجود الديمغرافي الفلسطيني في القدس.