بقلم: ليلى بن هدنة – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – يعصف الجوع باليمنيين في محافظات عديدة في وقت يقف فيه العالم بأسره مُتفرِّجاً على ممارسات الحوثيين ولم يتخذ أي إجراء لوقف هذا السلوك الإجرامي الذي فاق كل الحدود، إذ إن التحذيرات الدولية من كارثة محدقة باليمنيين لم تعرها الآذان الحوثية الصماء.
هناك إرادة سياسية تدفع نحو تجويع الشعب اليمني لكسر إرادته، فما تقوم به ميليشيا الحوثي جريمة حرب مكتملة الأركان ويعاقب عليها القانون الدولي الإنساني والجنائي. فمن لم يمت بسلاحها فيجب أن يموت بالجوع والمرض والفقر. ما يساعد الميليشيا على الاستمرار في انقلابها هو الموقف الأممي الرخو بعدم اتخاذ موقف جاد تجاه ما تتعرض له المساعدات التي تقدمها من نهب منظم لميليشيا الحوثي انعكس على المحتاجين الأصليين.
أزمة الغذاء الحالية هي كارثة من صنع الإنسان، حيث تسعى الميليشيا إلى تجويع الشعب اليمني من أجل استغلال الظروف والمعاناة الإنسانية لليمنيين كورقة سياسية، ومن حق الشعوب أن تفقد ثقتها بالمنظمات الدولية وأن تناضل بنفسها لمواجهة الظلم.
اليمن بات فريسة الحرب والفقر والمرض، حيث يدفع ملايين الضعفاء ضريبة ممارسات الحوثيين التي مزقت بلادهم، إذ إن معدلات سوء التغذية في اليمن وصلت إلى مستويات قياسية بمعاناة 16 مليون شخص من الجوع، والأزمة تتسارع نحو أسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود، فالأرقام مقلقة ويجب أن تكون بمثابة نداء استيقاظ للعالم، حيث إن استمرار صمت هذه المنظمات رغم تكرار الحوادث لم يعد مبرراً، هذه كارثة، هذه قنبلة موقوتة ويحتاج العالم إلى أن يتصرف الآن، فالوقت ينفد تدريجياً والوضع لا يحتمل الانتظار، وإذا ما حصلت الكارثة فستكون عاراً على الإنسانية جمعاء.
الطريق الوحيد لإنهاء الجحيم الذي يعيش فيه شعب اليمن، هو فرض خيار السلام بالقوة على الحوثيين، وإجبارهم على احترام المواثيق الدولية، فرفضهم لكل فرص الحل السياسي دون أي ردع دولي يشجعهم على المزيد من التمادي.