الرئيسية / مقالات رأي / اختيارات التطعيمات

اختيارات التطعيمات

بقلم: د.أكمل عبد الحكيم – صحيفة “الاتحاد”


الشرق اليوم – حقق العلماء والأطباء سبقاً علمياً لا نظير له في التاريخ، عندما نجحوا في تطوير عدة أنواع من التطعيمات الفعالة ضد فيروس «كوفيد-19»، في غضون عام واحد، بل إن أحد هذه التطعيمات توفر بعد 303 أيام فقط من بداية الوباء، حيث تبلغ الدورة الطبيعية لتطوير تطعيم، من مرحلة الأبحاث إلى مرحلة الاستخدام واسع النطاق، حوالي عشر سنوات، وكان الرقم القياسي الذي تحقق في هذا المجال سابقاً خاصاً بتطعيم ضد النكاف وقد استغرق 4 سنوات فقط.
وإن كان هذا الوضع، أي توفر عدة تطعيمات ذات خصائص وفعالية مختلفة، وبسرعة فائقة، أدى إلى ظهور سلوك انتقائي أو اختياري بين البعض، يتم خلاله التفضيل بين تطعيم وآخر، أو رفض بعض التطعيمات عن بكرة أبيها. وفي ظل حقيقة أنه لا تتوفر جرعات كافية من أي نوع من التطعيمات، أصبح هؤلاء يضطرون إما لتأجيل تلقي التطعيم لحين حصولهم على (النوع المرغوب)، أو أن لا يتلقوا أي تطعيم بالمرة، وفي الحالتين يشكل هذا السلوك خطراً داهماً على حياتهم، وعلى صحة وحياة من حولهم، من أهل وأصدقاء وباقي أفراد المجتمع.
وعلى سبيل المثال، رفض العديد من الأميركيين تلقي تطعيم «جونسن آند جونسن»، بناءً على أن فعاليته الموثقة هي 72%، وفضلوا الانتظار لحين حصولهم على تطعيم «فايزر» الذي تبلغ فعاليته 94%، رغم عدم توفر جرعات كافية لتطعيم نسبة كبيرة من أفراد المجتمع. وتناسى هؤلاء، أو ربما جهلوا حقيقة أن فعالية تطعيم «جونسن آند جونسون» بنيت على قدرته على الحد من شدة وخطورة المضاعفات جراء العدوى بالنسخ المتحورة من الفيروس، والتي ظهرت في جنوب أفريقيا والبرازيل، وبنسبة بلغت 85%، وهي أصناف أكثر شراسة وعناداً، ولم يتم بعد تحديد قدرة تطعيمات «فايزر» و«مودرنا» أساساً على مواجهة هذه النسخ المتحورة.
ويكفي تطعيم «جونسن آند جونسن» فخراً أنه بعد مرور شهر من تلقي جرعة واحدة منه -على عكس باقي التطعيمات التي تحتاج جرعتين- نجح التطعيم بفعالية 100% في تحقيق الوقاية ضد تدهور حالة المرضى لدرجة تتطلب حجزهم في المستشفيات، أو وفاتهم لاحقاً.
والخلاصة هي أنه إذا توفرت للشخص عدة تطعيمات، فليختار ما يشاء، أما إذا كان المتوفر نوعاً واحداً، فمهما كانت فعالية هذا النوع فهي أفضل بمراحل من خطر التعرض للعدوى بالفيروس والوقوع فريسة لمضاعفاته الخطيرة أو الوفاة بسببه.

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …