By: Dalvin Brown
الشرق اليوم- تستخدم قوة الفضاء الأميركية أجهزة توضع على الرأس كي ترسل افتراضياً أفراد مهمة قمر اصطناعي إلى أماكن لم يذهبوا إليها من قبل قط. والقوة التابعة للجيش تم تدشينها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وتعمل مع شركة (سايك)، SAIC (الشركة الدولية لتطبيقات العلم) المتعاقدة مع الحكومة على إقامة منصة تدريب على غرار ألعاب الفيديو، يُسمح فيها للموظفين بالتفاعل مع نماذج رقمية كاملة النطاق من أقمار الأمن القومي الاصطناعية. والمنصة تسمح للقوات المسلحة بممارسة الاستجابة على احتمالات التحذيرات الصاروخية والتعاون في الفضاء الرقمي.
والمشاركون لا يتدربون على احتمالات تدمير مركبات من الكائنات الفضائية. لكن إذا احتاجت ألواح الطاقة الشمسية في الأقمار الاصطناعية للإصلاح، يستطيع المشاركون القيام بهذا دون الاضطرار إلى السفر إلى الفضاء. وإذا احتاجت مركبة فضائية تعديل موضعها، فيمكنهم تنفيذ هذا أيضاً. وإذا احتاجت القوات إلى المزيد من المعلومات عن مهمة ما، فهذا أمر يصبح سهلاً كما أن شخصاً يضغط على زر. ولا حاجة إلى ملابس فضاء أو كتب. والغرض الأساسي من قوة الفضاء في الجيش الأميركي هو تحسين قدرات الأمن القومي في الفضاء، بحسب البنتاجون. وهذا يعني أن عمل قوة الفضاء هو صيانة وحماية وتعزيز قوة الأسطول الأميركي من الأقمار الاصطناعية المتقدمة.
وتم التعاقد مع (سايك) لوضع نموذج افتراضي للعمل في محطات الفضاء وغرف التحكم في المهام وللتحكم أيضاً في الأقمار الاصطناعية، وهي أمور من الصعب أو من المكلف الوصول إليها. وبهذه الطريقة تستطيع وكالة الفضاء إدارة العمليات بسلاسة، وتدريب فرق المهام على ما يُتوقع أن يواجهوه قبل القيام بمهمة.
وذكر «جون لينش»، مدير البرنامج في (سايك) الذي يدير تعاقد الشركة مع مركز الفضاء وأنظمة الصواريخ، أنه (أحياناً يدخل المرء أماكن هذه التدريبات الافتراضية وهي مجرد مكان غير شيق، لا يبدو حقاً مثل بيئتك (في العالم الواقعي). «لكننا أردنا التجربة؛ كي نشعر بأننا هناك بالفعل».
والتدريب التجريبي يحتاج إلى أعمال محاكاة قد يتكلف تصميمها ملايين الدولارات. وعملت الشركة المتعاقدة على تقليص الكلفة من خلال تطوير منصة قائمة على أساس الحوسبة السحابية يمكن تحديثها ونشرها على نطاق واسع. وجاءت النتيجة في صورة خبرة تشبه ألعاب الفيديو، يمكن ممارستها باستخدام جهاز «أوكولوس كويست» الخاص بفيسبوك. ويخوض أفراد المهمة تجربتهم عبر الفضاء الرقمي في الأساس مع زملائهم، حيث يلعبون أدوارهم كما لو أنهم في محطة فضاء دولية ومراكز تحكم في مهمة. وتجربة المحاكاة مباشرة تماماً. ويستطيع أفراد قوة الفضاء، الذين يطلق عليهم رسمياً «الحراس»، اختياراً من تصاميم معدة سلفاً لأشكالهم قبل دخولهم ردهة افتراضية، حيث ينتظرون انضمام ما يصل إلى سبعة أشخاص آخرين.
والمدربون أو الخبراء الميدانيون يمكنهم توجيه الفريق رقمياً في ظل محاكاة للقمر الاصطناعي للانتقال إلى الفضاء حول القمر الاصطناعي، والتحدث مع أفراد المهمة الآخرين وسحب مقابض والضغط على أزرار، كما لو أنهم في موقع عمل حقيقي. ويمكنهم فتح القمر الاصطناعي لفحص تكوينه الميكانيكي الداخلي والضغط على أيقونات المعلومات للحصول على المزيد منها. وبتقريب الصورة، يصبح القمر الاصطناعي الرقمي مفصلاً بصور ثلاثية الأبعاد لألواح الطاقة الشمسية والهوائي والصواميل والبراغي. وجري تصميم هذا على غرار مركبة فضاء للتحذير من الصواريح، وهو جزء من مجموعة نظام الأشعة فوق الحمراء، الفضائي التابع للوكالة. ويستطيع المستخدمون التقاط الأشياء ورسم الصور في الهواء، واستخدام أشعة الليزر لإلقاء الضوء على مناطق معينة على القمر الاصطناعي، أو في مناطق أخرى من الغرفة.
ويباع جهاز «أوكولوس كويست» الخاص بالتفاعل في العالم الافتراضي مقابل 299 دولاراً، وهو أرخص وأسهل في الشحن من البدائل الأخرى. ومن البدائل المنافسة، جهاز «أتش. تي. سي. فيف» ويباع مقابل 499 دولاراً، ويتطلب الاعتماد على جهاز كمبيوتر قوي. أما «أوكولوس كويست» فهو وحدة قائمة بذاتها دون ارتباط بشيء، مما يجعله أكثر جاذبية لعمليات الاستكشاف.
ومنصة تدريب الأقمار الاصطناعية تأتي ضمن أحدث مشروعات (سايك)، وهي شركة لدعم التكنولوجيا تبلغ قيمتها 7.1 مليار دولار، مقرها ريستون في ولاية فيرجينيا. ومنح الجيش الشركة عقداً بقيمة 830 مليون دولار في فبراير الماضي لتقديم الهندسة والبرمجة والمحاكاة لوزارة الدفاع. وقوة الفضاء هي سادس فرع في الجيش الأميركي، وهي الخدمة الأولى من نوعها منذ تدشين سلاح الجو الأميركي عام 1947. والقوة تعتمد على شركة (سايك) لتحديث أنظمة الأقمار الاصطناعية على الأرض في قاعدة (كيرتلاند) للقوات الجوية في نيومكسيكو وقاعدة (شريفر) الجوية في كولورادو.
وتعتزم شركة «سايك» دعم المنصة بأدوات مثل النظارات المعظمة، حتى يستطيع المسؤولون إلقاء نظرة مقربة على أجزاء من الأقمار الاصطناعية. وتتطلع الشركة المتعاقدة أيضاً إلى تعزيز خبرات الواقع، بحيث يستطيع المستخدمون التدريب باستخدام شاشات العالم الواقعي في إطار بيئات افتراضية.