BY: Antony Blinken & Lloyd Austin
الشرق اليوم – إن الولايات المتحدة قادرة على تحقيق الكثير بفضل تحالفاتها مع أصدقائها وشركائها عبر العالم -أو ما يسميه الجيش الأميركي بـ “مضاعِفات القوة”- وإنه سيكون خطأ استراتيجيا فادحا إهمال هذه العلاقات.
لا يوجد بلد على وجه الأرض لديه شبكة التحالفات والشراكات مثل التي تملكها واشنطن، وأنه من الحكمة استغلال كل الوقت والموارد لتكييف هذه الشبكة وتجديدها للتأكد من أنها قوية وتعمل بالفعالية المطلوبة.
إن العلاقات الفردية ليست وحدها التي على درجة من الأهمية، بل إن الإدارة الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن، تركز أيضا على تنشيط العلاقات مع كل الحلفاء وفيما بينهم، وفي هذا الإطار تندرج زيارتنا الخارجية الأولى هذا الأسبوع إلى منطقة المحيطين الهندي والهادي، حيث سنجتمع مع نظرائنا في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، وهما اثنان من حلفاء واشنطن الرئيسيين.
اختيارنا لهذا الجزء من العالم وجهة لأولى رحلاتنا الخارجية ينبع من اعتبارات عدة، منها أن هذه المنطقة تحولت بشكل متزايد إلى مركز مهم من ناحية الجغرافيا السياسية عالميا، فهي موطن للمليارات من سكان العالم وللعديد من القوى الراسخة والصاعدة والحلفاء، كما أن قدرا مهما من حجم التجارة العالمية يمر عبر ممراتها البحرية.
ومن مصلحتنا بقوة أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومفتوحة، ترتكز على احترام حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون.. هذا هدف تشترك فيه اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وسنعمل معا بشكل وثيق لتحقيقه.
لكن هذه الرؤية لا يتشاركها الجميع، حيث تسعى بعض الأطراف -وفي مقدمتها الصين- إلى تحدي النظام الدولي، أي كل القواعد والقيم والمؤسسات التي تحد من الصراع وتجعل التعاون ممكنا بين الدول.
وكما تعلم دول المنطقة وخارجها فإن بكين على وجه الخصوص مستعدة تماما لاستخدام أساليب الإكراه من أجل شق طريقها، وهو ما يظهر أهمية العمل مع الحلفاء، لأن تضافر قوى الجميع “يجعلنا أقوى عندما يتعين علينا صد عدوان الصين وتهديداتها”.
معا سنحاسب الصين عندما تنتهك حقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ والتبت، أو عندما تقوض بشكل منهجي الحكم الذاتي في هونغ كونغ أو الديمقراطية في تايوان أو تؤكد ادعاءاتها البحرية في بحر جنوب الصين المنتهكة للقانون الدولي.. إذا لم نتصرف بحسم ونتولى القيادة فإن بكين ستفعل.
وكما قال الرئيس بايدن فإن الولايات المتحدة ستتحرك من خلال نهج الدبلوماسية، لأنها الطريقة الأكثر فعالية لمواجهة التحديات، ولأن القليل من هذه التحديات فقط يعالج من خلال العمل بشكل منفرد. كما يجب على أميركا أن تحافظ في الوقت ذاته على تفوقها العسكري، لأن هذا مصدر أساسي لقوتها الوطنية، كما ستعمل بجد لتجديد تحالفاتها والتأكد من أنها مناسبة للتعاطي مع التهديدات والفرص التي يتيحها عصرنا الحالي، “وستكون هذه رسالتنا في آسيا هذا الأسبوع وفي جميع أنحاء العالم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة”.
ترجمة: الجزيرة