الرئيسية / مقالات رأي / مؤتمر السلام الدولي الخيار الممكن تحقيقه

مؤتمر السلام الدولي الخيار الممكن تحقيقه

بقلم: سري القدوة – صحيفة “الدستور” الأردنية

الشرق اليوم – تكمن أهمية عقد مؤتمر دولي للسلام من التنفيذ العملي لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالأراضي المحتلة ووضع حد لجرائم حكومة الاحتلال التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني ولوقف الاستيطان الذي يبتلع الأراضي الفلسطينية وإن من شأن نجاح الدعوة الفلسطينية لعقد المؤتمر سيعكس الحلول العملية لإنهاء الاحتلال وتغير معالم المنطقة إلى الأبد، وطالب مؤخرا الرئيس محمود عباس، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، البدء بخطوات عملية لعقد مؤتمر دولي للسلام مطلع 2021، لإنجاز حل الدولتين وإنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.
مؤتمر السلام الدولي سوف يدفع المنطقة إلى تغير جوهري ويؤدي إلى نتائج ايجابية وينهي الصراع القائم إذا ما صدقت نوايا الاحتلال وتوقفت حكومة الاحتلال عن تنفيذ مخالفاتها للقوانين الدولية ورفع يدها عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويجب الانطلاق من قبل المجتمع الدولي لمساعدة الأطراف المعنية للتفاوض على اتفاق سلام سيغير المنطقة إلى الأبد واتخاذ خطوات عملية نحو البدء بالإعداد للمؤتمر.
لقد تلخص الموقف الفلسطيني بالموافقة على الإجماع الدولي ودوما كانت فلسطين تطالب بتحقيق العدالة الدولية ووقف الاحتلال وهذا ما يمكن تطبيقه عمليا على أرض الواقع، واتخاذ خطوات عملية لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي والاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وضرورة وضع حد لسياسة الاحتلال الظالمة والتي تنتهك بشكل جسيم القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
لم يعد كافيا مجرد الحديث عن حل الدولتين وليس من المنطق استمرار الصمت الدولي على جرائم الاحتلال والوقوف مكتوفي الأيدي أمام التطاول على الحقوق الفلسطينية التاريخية المشروعة فيجب أن يصحب ذلك الاعتراف بدولة فلسطين ودعم سيادتها على الأرض المحتلة تمهيدا لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة.
ومنذ أبريل / نيسان 2014 توقفت مفاوضات السلام بشكل عملي ولم تعد المفاوضات قائمة جراء رفض حكومة الاحتلال وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى وتنصلها من خيار حل الدولتين، وإنه ووفقا للمعطيات الدولية والعربية لا يمكن حل مشاكل الشرق الأوسط ولا حل الصراع دون إعطاء ومنح الشعب الفلسطيني الحرية والمطلوب من المجتمع الدولي التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السلام وإلا سيتحمل المجتمع الدولي نتائج استمرار الاحتلال الكارثية.
وعلى حسب ما يبدو واضحا وما يترتب من نتائج وفقا للقرارات الصادرة عن المؤسسات الدولية فإن طريق تحقيق العدالة على الساحة الدولية ليس مفروشا بالورود، وأن الكثير من العقبات ستعرقل تحقيقها، ولا بد من التزام الأمم المتحدة ببذل كل الجهود من أجل ضمان تطبيق القانون الدولي وأن يكون المرجعية الأساسية لعملية السلام وأن يتم احترام المرجعيات المعتمدة في هذا الصراع التي انطلقت على أساسها العملية السياسية وقيام الأمم المتحدة وضرورة العمل من أجل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى حسب قرارات الشرعية الدولية.
لا بد من إعادة تفعيل اللجنة الرباعية الدولية بجدية وتعزيز دورها خلال الفترة المقبلة لإطلاق مفاوضات جادة مع حكومة الاحتلال وضرورة أن تعتمد المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات الدولية المعتمدة، والتأكيد على عقد مؤتمر السلام الدولي للمضي قدماً في تحقيق السلام الشامل والعادل ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …