الشرق اليوم – قالت صحيفة “الإندبندنت” في افتتاحيتها إن نجاح برنامج التطعيم البريطاني قد يكون عبثيا إذا ظلت المساحات الشاسعة المكتظة بالسكان في العالم ملاذا لفيروس كورونا، وملاذات آمنة له للتكاثر والتحول من دون عوائق في الدول الفقيرة ذات الكثافة السكانية الكبيرة والخدمات الصحية الأولية.
وتوضح الصحيفة أن البرازيل هي نموذج عن ذلك، حيث تتفشى أحدى سلالات فيروس كورونا المثيرة للقلق.
وتتابع الصحيفة أن هذه السلالة أكثر قابلية للانتقال من الفيروس الأصلي، وقد تمتلك أيضا مقاومة أكبر للأجسام المضادة، سواء في الأشخاص المصابين سابقا أو الذين كانوا محظوظين بما يكفي لتلقي التطعيم.
وتشير الصحيفة إلى أنه كلما زاد قمع الفيروس في جميع أنحاء العالم، قلت فرصة ظهور هذه السلالات والطفرات الأكثر شراسة والمعدية، وقلت فرص ظهورها في بريطانيا.
ورأت الصحيفة أن “الغرب يخدع نفسه إذا افترض أن مناعة القطيع ستستمر لفترة طويلة”، كما أنه “لا توجد دولة، لا نيوزيلندا ولا تايوان ولا حتى كوريا الشمالية، تستطيع عزل نفسها بإحكام عن العالم. إن ذلك غير عملي، ولا يمكن دعمه اقتصاديا، وهو لا يعمل على أي حال”.
وقالت إنه “من الناحية السياسية، من المستحيل تخيل الحكومات الغربية التي ترسل جرعات عديدة إلى البرازيل أو جنوب إفريقيا أو اليمن، على سبيل المثال، في حين أن مواطنيها المسنين والضعفاء ما زالوا ينتظرون بصبر دورهم في قائمة الانتظار”، مضيفة أنه “مع ذلك، فإن الحجة الأخلاقية والوبائية للعمل العالمي لمواجهة جائحة عالمي لا يمكن الرد عليها”.
وتختم الإندبندنت قائلة إن “دولا مثل بريطانيا محقة في الاعتزاز بإنجازاتها الأخيرة، ولكن حتى إذا كانت الدولة قادرة على إعلان نفسها دولة خالية من فيروس كورونا (هذا غير واقعي على أي حال)، فلن تبقى على هذا النحو لفترة طويلة إذا انتشر الفيروس في جميع أنحاء العالم”.
ترجمة: BBC