الرئيسية / مقالات رأي / لافروف في الخليج

لافروف في الخليج

بقلم: حسن مدن – صحيفة “الخليج”


الشرق اليوم – الجولة الخليجية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والتي بدأها بزيارة دولة الإمارات، مهمة في توقيتها، وإن أتت في سياق علاقات التعاون الخليجي الروسي، الذي يغطي أوجهاً مختلفة، نجد تجلياً واضحاً لها في العلاقات الروسية الإماراتية التي تناول وزيرا خارجية البلدين، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وسيرغي لافروف في مؤتمرهما الصحفي، جوانبها المختلفة.
وبعض أوجه التعاون بين البلدين يظهر في مجالات الصحة والفضاء والتجارة، حيث إن التبادل التجاري بين البلدين شهد خلال عام 2020 زيادة بمقدار 78%، وبلغ 3.27 مليار دولار، ما يمثل مستوى قياسياً غير مسبوق، فيما يتصل بعضها الآخر بتنسيق المواقف المشتركة تجاه النزاعات الإقليمية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن ضمنها الوضع في سوريا، مع التركيز على ضرورة تسوية النزاعات القائمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبر حوار شامل يراعي مصالح ومباعث قلق جميع الأطراف المنخرطة فيها.
وهذا ما أشارت إليه وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته بخصوص زيارة لافروف إلى المنطقة، معتبرة إياها جزءاً مهماً من الحوار الثنائي، لافتة إلى التواصل الوثيق بين روسيا والدول الخليجية، وأن المسائل المتعلقة بتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي ستتخذ مكانة خاصة في أجندة جولة لافروف.
وبصورة عامة، فإن الدعوة الروسية للتخلي عن خطاب المواجهة، ومناقشة المسائل الخلافية المتراكمة حول طاولة حوار، ومشاركة جميع الدول الإقليمية في مساعي إنشاء منظومة أمن جماعي، وردّ مشترك على التحديات والتهديدات القائمة، تستجيب تماماً لمصالح دولنا الخليجية، ولتطلعاتها في ضمان أمن واستقرار ورخاء هذه المنطقة، وفي أن تكون دولنا شريكاً في وضع الاستراتيجيات التي تضمن ذلك، على قاعدة التعاون والشراكة، بعيداً عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
روسيا اليوم، ليست هي نفسها التي كانت قبل عقدين أو ثلاثة، يوم تراجع دورها بُعيد سقوط الاتحاد السوفييتي، فقد استعادت كثيراً من أوجه قوتها وتأثيرها. وبشكل عام، فإن أية قراءة للمستجدات الدولية التي هي أشبه ما تكون بالرمال المتحركة، تتطلب منا كدول خليجية أن نصوغ السياسات النابعة من مصالح أوطاننا وشعوبنا، وتقوية الجبهات الداخلية لبلداننا، وتجنيب بلداننا المخاطر المحدقة بها، عبر سياسة إقليمية ودولية متوازنة، لا تُلقي البيض كله في سلة واحدة، وإيلاء العناية الضرورية لما يشهده عالم اليوم من بروز قوى دولية أخرى مهمة وقوية، اقتصادياً وعسكرياً وعلمياً، في مقدمتها روسيا والصين، تهمنا تقوية جسور التعاون، وتقوية القائم منها معها، بما يعزز مكانة بلداننا وسيادتها على قرارها الوطني.

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …