الشرق اليوم- وفق مقالة إخبارية صادرة عن وزارة الدفاع الأميركية في 27 فبراير، وضع المسؤولون في البنتاغون استراتيجية فرط صوتية، في حين يحاول الجيش الأميركي منافسة الصين وروسيا لتطوير هذه التقنية ونشرها. تذكر هذه المقالة أن مايك وايت، المدير الرئيس لقسم التقنيات فرط الصوتية في مكتب وكيل وزارة الدفاع للبحوث والهندسة، طرح استراتيجية ثلاثية يمتد تنفيذها على أربع مراحل خلال الندوة الافتراضية للحروب الفضائية التي نظّمتها “جمعية القوات الجوية” في الأسبوع الماضي.
اقتبست المقالة كلام وايت حين حدّد أهداف الاستراتيجية الثلاثة: تطوير صواريخ مستدامة وفائقة سرعة الصوت ومسلّحة بطريقة تقليدية لاستهداف الأعداء على طول السواحل والمساحات الداخلية والبحرية، وتطوير نظام دفاعي متعدد الطبقات ضد تقنيات الأعداء فرط الصوتية، وتطوير أنظمة فرط صوتية وقابلة لإعادة الاستخدام لتحقيق مجموعة متنوعة من الأهداف، منها الوصول إلى الفضاء.
تذكر المقالة أيضاً أن وايت حدّد الجدول الزمني لتأمين التقنيات فرط الصوتية للجيش الأميركي، فقال: “سنُسلّم هذه القدرات الهجومية إلى الجيش في بداية أو منتصف عشرينيات القرن الحادي والعشرين، والقدرات الدفاعية فرط الصوتية المتطورة، أي المحطة الأولى ثم مرحلة التشغيل، في منتصف أو أواخر عشرينيات القرن الحادي والعشرين. في ما يخص الأنظمة القابلة لإعادة الاستخدام، نطمح إلى تسليم هذه الابتكارات في بداية أو منتصف ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين”.
دعمت إدارة ترامب هذه المبادرات بكل حماسة، فوصف دونالد ترامب الجسم الانزلاقي الأسرع من الصوت الذي تم اختباره في شهر مارس من السنة الماضية بعبارة “الصاروخ الخارق”، واقترح تخصيص ميزانية بقيمة 3.2 مليارات دولار لإجراء الأبحاث عن الأسلحة فرط الصوتية وتطويرها في السنة الماضية، ومع ذلك يتابع بعض النقاد التشكيك في مزاعم البنتاغون حتى الآن.
يطرح الخبراء فكرة صائبة حين يعتبرون أن العامل الذي يعطي طابعاً جديداً وغير مسبوق للقدرات فرط الصوتية في الوقت الراهن ليس السرعة فحسب (تتحرك هذه التقنيات بوتيرة أسرع من الصوت بأكثر من خمس مرات)، بل قدرتها على المناورة أيضاً، مما يزيد صعوبة أن ترصدها الرادارات في مرحلة مبكرة، فمن المعروف أصلاً أن مركبات إعادة الدخول في الصواريخ البالستية العابرة للقارات تدخل الغلاف الجوي مجدداً بوتيرة أسرع من الصوت.
شككت دراسة منشورة في يناير الماضي بالاستثمارات الحاصلة في مجال الابتكارات فرط الصوتية، واستناداً إلى نماذج محوسبة وبيانات مفتوحة المصدر، ذكرت تلك الدراسة التي نشرتها مجلة “العلوم والأمن العالمي” أن المزاعم المرتبطة بسرعة الصواريخ فرط الصوتية وهامش مناوراتها والقدرة على رصدها مبالغ فيها. يقول كاميرون ترايسي من “اتحاد العلماء المعنيين”، وهو أحد المشرفين على الدراسة: “الصواريخ فرط الصوتية ليست تقنية ثورية بقدر ما يدّعي البعض، إذ تنفق الولايات المتحدة مبالغ مالية هائلة على هذه الأسلحة الجديدة مع أن أداءها سيكون أسوأ من الصواريخ البالستية التي نملكها الآن على مستويات عدة”.
دحض البنتاغون نتائج تلك الدراسة، لكن ذكر خبراء آخرون أن الدفاع الصاروخي ضد المعدات فرط الصوتية في المساحات الصغيرة ممكن، لكنّ الدفاع عن مساحات كبيرة ضد التهديدات عبر استعمال منظومة دفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية الطرفية أو أنظمة دفاعية دقيقة مماثلة سيكون مكلفاً جداً (لأنه يتطلب استخدام عدد كبير من البطاريات)، ويستحيل استعمال نظام “ميدكورس” الأميركي الأرضي الذي صُمّم في الأصل للتصدي لتهديدات الصواريخ البالستية.
لكنّ هذه الانتقادات كلها لن تردع البنتاغون طبعاً. تذكر المقالة الإخبارية التي نشرتها وزارة الدفاع الأميركية في 27 فبراير تعليق العميد في سلاح الجو الأميركي، هيث أ. كولينز، وهو المسؤول التنفيذي في برنامج الأسلحة ومدير مديرية التسليح في “مركز إدارة دورة حياة القوات الجوية” في “قيادة عتاد سلاح الجو”، فقال هذا الأخير: “نحن نشعر بفخر كبير لأننا أصبحنا جزءاً من قطاع الأسلحة فرط الصوتية في هذه المرحلة الحماسية ونوشك على طرح قدرات تشغيلية بارزة”.
نقلاً عن الجريدة الكويتية