الرئيسية / مقالات رأي / سباق تسلح غير معلن

سباق تسلح غير معلن

الشرق اليوم- هناك مؤشرات سباق تسلح غير معلن بين الدول الكبرى، خصوصاً بين الولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، ما يدل على أن العلاقات بينها لا تأخذ مساراً سلمياً؛ بل تتجه نحو مزيد من التصعيد، على الرغم من الآمال التي كانت معلقة على إدارة الرئيس جو بايدن، الجديدة، بأن تأخذ منحى مختلفاً عن الإدارة السابقة، وأن يكون الحوار هو السبيل لإقامة علاقات متوازنة وندية، بدلاً من أن تكون العلاقات قائمة على الصراع المفتوح.

ما أعلنته إدارة بايدن بشأن العلاقات مع روسيا والصين، وخطرهما على مصالح الولايات المتحدة، وتشكيلهما تهديداً استراتيجياً لها، ورد موسكو وبكين على ذلك، لن يؤدي إلا إلى مزيد من انعدام الثقة وسوء العلاقات، وتصاعد وتيرة التحديات، بما يهدد الأمن والسلام الدوليين.

قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية (ستارت كوم)، الأدميرال تشارلز ريتشارد، دعا قادة الولايات المتحدة العسكريين والسياسيين، إلى التفكير في طرق جديدة من شأنها “ردع التصرفات العدوانية” الروسية والصينية. وأضاف وفق ما نقلت عنه شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية، أن أية أزمة بين الولايات المتحدة وخصومها قد “تدفعهم إلى الانزلاق سريعاً نحو صراع تستخدم فيه الأسلحة النووية”.

هذا الكلام الخطر يعني أن العلاقات بين واشنطن وموسكو وبكين غير محكومة بضوابط وقيود سياسية وعسكرية، وأن الأمور قد تخرج عن السيطرة، طالما أن باب الصراع مفتوح على كل الاحتمالات، ولا توجد بوادر بأن هناك جهداً حقيقياً للحوار أو المفاوضات بين هذه الدول للاتفاق على قواسم مشتركة لإدارة العلاقات بينها سلمياً.

ولأن العلاقات بين الدول الثلاث، تسير على هذا النحو، فالولايات المتحدة لا تكف عن إضافة أسلحة استراتيجية جديدة إلى ترسانتها العسكرية، في ظل التنافس على امتلاك أحدث الأسلحة. فقد ذكر موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي، أن واشنطن تستعد لإضافة خمسة أسلحة جديدة إلى ترسانتها، وتشمل القائمة الجديدة مركبات قتالية متطورة، وجيلاً جديداً من الدبابات الآلية، ومدافع يصل مداها إلى 1000 كيلومتر، وجيلاً جديداً من المروحيات بدلاً من القديمة.

وتعمل روسيا من جهتها، على تطوير أسلحة جديدة، آخرها إطلاق أربعة صواريخ (بولافا) من الغواصة “فلاديمير مونوماخ” من بحر أوخستك في أقصى الشمال إلى منطقة أرخانجيلسك قرب فنلندا في الغرب (5500 كيلومتر)، وبمقدور الصاروخ الذي يحمل اسم “يوم القيامة” حمل 10 رؤوس نووية، وذلك في إطار مناورات للقوات النووية الروسية جرت الأسبوع الماضي، على خلفية توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.

وتعمل الصين من جهتها على تطوير ترسانتها العسكرية، براً وبحراً وجواً. ووفقاً للتقرير السنوي للبنتاجون، فإن “البحرية الصينية هي الأكبر في العالم، بسفن وغواصات تصل إلى 350 قطعة، وباتت تتفوق على البحرية الأمريكية من حيث العدد”.

هذه الصورة الكئيبة هي مؤشر على أن الأمن والسلم الدوليين ليسا بخير.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …