الشرق اليوم – إن الشعب في ميانمار استيقظ صبيحة أول أيام الشهر الجاري على انقطاع الإنترنت، إذ عطلت التطبيقات الهاتفية ووسائل التواصل الاجتماعي وفُقِد الاتصال بالعالم الخارجي، وخرج الناس من منازلهم إلى الشوارع يبحثون عن الأخبار متحادثين عبر أجهزة اللاسلكي.
5 أشهر من الإغلاق المتواصل في البلاد بسبب تفشي وباء “كورونا”، شهدت كثيرا من التغيرات بحيث تحركت أنشطة الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم غيابها ذلك اليوم إلا أن الأقاويل انتشرت سريعا عن استيلاء العسكر على السلطة، وبالتالي شهدت البنوك والمتاجر الكبرى طوابير طويلة من الراغبين في تأمين متطلبات أسرهم.
الجيش أعلن وقف العمل بالدستور واعتقل أعضاء الحكومة وقيادات الحزب الحاكم وزعيمته أونغ سان سوتشي، التي حاز حزبها على نحو 80% من أصوات الناخبين في الانتخابات الأخيرة قبل نحو 3 أشهر.
إن مخاوف الناس من الفترة القادمة تزايدت بشكل ملحوظ.
وبحسب أحد العاملين في المنظمات غير الحكومية في البلاد فإن “ما يحدث غير واضح، فالمواطنون الذين شهدوا ما يحدث حاليا في أوقات سابقة يعرفون تماما ماذا يعني حكم العسكر بالنسبة للجميع وآثاره على المواطنين والمجتمع”.
إن هذا الشعور هو السائد بين الغالبية العظمى سواء كبار السن الذين عاصروا انقلابات سابقة، أو الشباب الذين تربوا على وسائل التواصل الاجتماعي وتبادل الآراء بحرية.
وبحسب أحد المواطنين فإن “ما يجري يقتل مستقبل الجيل الشاب وعملية التطور والنمو المجتمعي في البلاد، على سبيل المثال لن يكون بمقدور أحد الحصول على تعليم مناسب للجيل الصاعد”.
ميانمار كانت طوال 26 عاما من الحكم الشمولي تحت قيادة الجنرال يو ني وين بين عامي 1962 و1988، واحدة من أكثر دول العالم انعزالا وإضافة إلى ذلك كانت تعاني من فقر شديد ثم انتقلت لاحقا إلى المعاناة من الحرب الأهلية بين أبناء العرقيات المختلفة علاوة على الصراع بين المدنيين والعسكر.
ترجمة: BBC