الرئيسية / مقالات رأي / “بايدن-ترامب”.. والفرق بينهما

“بايدن-ترامب”.. والفرق بينهما

بقلم: محمد سلامة – الدستور

الشرق اليوم- الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع شعار أمريكا عادت، وشعار سلفه ترمب كان نعمل من أجل أمريكا عظيمة، وفي أول غارة جوية على قواعد أمنية في سوريا، بدا وكأن السياسة الخارجية متقاربة والتنافس في كيفية تنفيذها وكسب الرأى العام العالمي وتحقيق أفضل المصالح.. والسؤال.. ما الفرق بين بايدن وترمب سياسيا واقتصاديا وامنيا وأثر ذلك علينا؟!.

الرئيس بايدن أعاد تجميع وتصفيف حلفاء أمريكا في العالم وبدا بأوروبا لمواجهة خصوم بلاده سياسيا واقتصاديا وامنيا،وهو بذلك يفك العزلة على بلاده زمن الرئيس ترمب، وما التأييد الغربي والإسرائيلي إلا مؤشرا على بدايات أكثر صعوبة ودموية لأبعاد روسيا وخنق إيران في سوريا وإجبارها على الخروج، وبعبارة أخرى يريد الاستفراد بالكعكة السورية وتقطيعها مع حلفائه وتوزيع الغنيمة ،فيما سلفه ترمب كان يريد المغادرة وترك الساحة السورية للروس والإيرانيين والأتراك و..الخ.

الرئيس بايدن جاء بخطاب إعلامي ناعم لترتيب منظومة سياسية إقليمية بزعامة أمريكيا وتحت نفوذها مباشرة في الشرق الأوسط، فهو يمارس ضغوطا على إيران لجلبها إلى طاولة المفاوضات دون رفع العقوبات عنها، ومعه أوروبا التابعة، ويرى ذات الرؤية الترامبية لملف إيران النووي وترتيب وضع الشركاء الإقليميين بإنهاء حرب اليمن،وممارسة الضغوط على السعودية،وإظهار رغبته بإعادة مفاوضات السلام ما بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما سلفه ترمب كان يغادر الشرق الأوسط بهدوء تاركا ثلاثة قوى تتصارع عليه (إسرائيل وايران وتركيا)،وبنفس الوقت تاركا أوروبا لمصيرها في مواجهة الروس والقوى الإقليمية الصاعدة.

الرئيس بايدن يعالج بهدوء تحطيم القوة الإقتصادية للصين بدعم أوروبي إقليمي ودولي،ويؤشر على ذلك بالتنافس الإقتصادي دون إثارتها، فقد أبقى العقوبات الاقتصادية عليها وطالب أوروبا باتباع سياساته (أمريكا عادت) وكل المؤشرات تذهب إلى أن سياساته تتمثل في تقوية الهند وكوريا الجنوبية وقوى منافسة لها، وهو يقول علنا لاوروبا..»إذا خسرنا الحرب الإقتصادية على الصين فإننا سوف نخسر جميعا، وإذا ربحنا فسوف نربح جميعا «..وليس أمامنا سوى التحالف وبناء شراكات اقوى لتحقيق مصالحنا، فهو يقود حروبا أمنية واقتصادية وسياسية هدفها الأول أن تعود أمريكا إلى قيادة العالم والعربدة على ثرواته ومقدراته وإعطاء الحلفاء ما يناسبهم وترك الآخرين بلا عزاء، فيما سلفه ترمب كان يقاتل لوحده العالم وكانت طريقته..»خذ هذه الصفقة واعطيك بدلا منها هذه الصفقة «..دون النظر للحلفاء والشركاء، وكاد أن يوقع أمريكا جاثية على ركبتيها في مواجهته الصين اقتصاديا.

الرئيس بايدن يعيد ترتيب الأوراق الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم لتقوية الحلفاء والشركاء لزيادة عزل الصين اقتصاديا وإبعاد روسيا عن المياه الدافئة،وتقليم أظافر إيران،وتهديد تركيا بالعودة إلى بيت الطاعة الأمريكية دون شروط،ووضع حدود لنفوذ إسرائيل ضمن سياسات وهيمنة بلاده مباشرة.

الرئيس بايدن وسلفه ترمب لديهما نفس المصالح والتوجهات لأمريكا لكن لكل منهما طريقته في الوصول إلى الهدف الأسمى وبما يعيد أمريكا لقيادة العالم سواء منفردة او من بوابة الحلفاء الأوروبيين وترتيب شراكات إقليمية،والرئيس بايدن  بات يحقق أولى الخطوات في خنق إيران بمناطق تمددها في سوريا،واليمن لاحقا، ويحاول إضعاف الروس وعزل الصين اقتصاديا،ويرى أن الفرصة متاحة له لترميم سياسات سلفه الفاشلة والعودة بقوة إلى قيادة العالم من جديد..ويبقى السؤال..هل يمكن للعرب أن يجدوا لأنفسهم المكانة الإقتصادية على خارطة الشرق الأوسط وتحقيق بعض المصالح السياسية كإنهاء الحروب القائمة اليوم أم نبقى ندور في حلقة مفرغة تابعين بلا ثمن؟!.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …