الشرق اليوم- كشفت وثيقة إيرانية أن طهران هددت بإنهاء اتفاق أبرمته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يبقي مؤقتا على معظم عمليات المراقبة التي تقوم بها الوكالة لأنشطتها، وذلك إذا تبنى مجلس الوكالة مسعى تقوده الولايات المتحدة لانتقاد طهران الأسبوع المقبل.
وقلصت طهران هذا الأسبوع تعاونها مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة، وأنهت إجراءات تفتيش إضافية كانت مطبقة بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع قوى عالمية في 2015، في أحدث خطوة للرد على إعادة فرض عقوبات أمريكية عليها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018.
وفي وثيقتها المرسلة إلى بقية أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبيل الاجتماع ربع السنوي الأسبوع المقبل لمجلس محافظي الوكالة، قالت الولايات المتحدة إنها تريد مشروع قرار “يعبر عن قلق المجلس العميق فيما يتعلق بتعاون إيران مع الوكالة” وفقا لوكالة رويترز.
وذكرت الوثيقة الأمريكية التي اطلعت عليها رويترز: أنه يتعين على المجلس أن يدعو إيران إلى العدول عن انتهاكاتها للاتفاق والتعاون مع الوكالة لتفسير سبب العثور على جسيمات يورانيوم في مواقع قديمة غير معلنة، في نتائج كانت “رويترز” أول من نشرتها ثم أكدها تقرير الوكالة هذا الأسبوع.
وقالت إيران بدورها في وثيقتها التي اطلعت عليها رويترز: “إيران تعتبر هذه الخطوة مدمرة وتمثل نهاية للتفاهم المشترك الذي تم التوصل إليه في 21 فبراير بين الوكالة والجمهورية الإسلامية الإيرانية”، في إشارة لاتفاق مع المدير العام للوكالة رافائيل جروسي أبرم أول الأسبوع.
وأضافت: أن هذا “قد يؤدي إلى المزيد من التعقيدات في الاتفاق النووي”، مشيرة إلى أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة “كشفت عن خططها” بشأن مشروع قرار للمجلس.
وقال دبلوماسيون: إنه لم يتضح بعد إن كان المجلس سيتبنى مشروع قرار.
ولم تذكر إيران الإجراءات التي أوقفت تنفيذها هذا الأسبوع، لكنها قالت: إنها تشمل ما يطلق عليه البروتوكول الإضافي الذي يتيح للوكالة الدولية إجراء عمليات تفتيش مفاجئة في مواقع غير معلنة.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت يوم الأربعاء: إن إيران “تواصل” تكديس اليورانيوم المخصب وإخفاء سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وأضافت في بيانها: أن قرار إيران بتقييد رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية يستدعي “استجابة دولية فورية”.
وشددت وزارة الخارجية الإسرائيلية على أن “انتهاك” إيران للوسائل الخاصة بمراقبة منشآتها النووية ووقف تنفيذ البروتوكول الإضافي تعد “إجراءات متطرفة تتجاوز كل الخطوط الحمراء التي حددها المجتمع الدولي”.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي في البيان: “سياسة إيران هي بيان نوايا فيما يتعلق برغبتها في مواصلة تطوير القدرات النووية في الخفاء”. وأضاف: “ترى إسرائيل هذه خطوة خطيرة يجب ألا تمر مرور الكرام”، مشددا على أن إسرائيل “لن تسمح لإيران أبدا بالحصول على أسلحة نووية”.
وأوضح أشكنازي أن تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكر يوم أمس: أن إيران قامت بأنشطة على مواد نووية غير معلنة على الأقل في أربعة مواقع مختلفة ولم تبلغ عن مكان وجود نفس المواد النووية حاليا.
وقال: “تقييد الرقابة يعني أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تكون قادرة على مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية أو إرسال مفتشين إلى المواقع التي تقوم فيها إيران بأنشطة نووية غير معلنة”، منوها إلى أنه بدون رقابة “ستواصل إيران العمل في الظلام لدفع برنامجها النووي”.
المصدر: سبوتنيك