الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: سليمان جودة – المصري اليوم
الشرق اليوم – أعلنت مصر تأييد مقترح من السودان يدعو إلى إشراك رباعية دولية، تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، في مفاوضات “سد النهضة”!
والمتابع لموقف السودان في المفاوضات منذ بداياتها سيلاحظ أن موقف الخرطوم مر على مرحلتين، إحداهما كان المفاوض السوداني فيها أقرب إلى الموقف الإثيوبي منه إلى الموقف المصري، والثانية وهي الحالية راح فيها المفاوض السوداني نفسه يتشدد مع الإثيوبيين بشكل واضح وصريح!
وربما يلاحظ المتابع أيضًا، أن طرفين من أطراف الرباعية الدولية المقترحة سبق أن جرت المفاوضات بحضورهما.. ففي مرحلة من المراحل كان التفاوض يجري برعاية أمريكية في واشنطن، ولكنه لم يصل إلى شىء بعد شهور من الانعقاد والانفضاض، وكانت المسؤولية في ذلك تقع على المفاوض الإثيوبي، الذى غاب عن جلسة التوقيع في العاصمة الأمريكية دون مقدمات!
وفي مرحلة تالية جرى التفاوض برعاية الاتحاد الإفريقي ولايزال، ورغم أن الدول الثلاث المتفاوضة.. مصر والسودان وإثيوبيا.. تتمتع بعضويته الكاملة، إلا أن حصيلة التفاوض في رعايته لم تختلف عنها في رعاية الولايات المتحدة في شيء! فهل يمكن لهما المساعدة على الوصول إلى شيء حقيقي، إذا ما اشترك معهما هذه المرة الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة؟!
يجوز.. ولكن علينا أن ننتبه إلى أن واشنطن أعلنت في 18 من هذا الشهر على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أنها سوف تفصل بين المساعدات التي تقدمها إلى إثيوبيا وبين موقف الحكومة الإثيوبية في قضية السد! وهذا معناه أن إدارة بايدن ستعيد إلى الإثيوبيين مساعدات أمريكية كانت إدارة ترامب قد علقتها اعتراضًا على تعنت الجانب الإثيوبي في التفاوض!
كيف يكون هذا هو موقف الإدارة الأمريكية الحالية المعلن، ثم تتوقع منها الحكومة السودانية أن تساعد ضمن الرباعية الدولية؟! الحقيقة أن موقف إثيوبيا إذا كان قد بدا مستعصيًا على الفهم منذ البداية، فالموقف الأمريكي الجديد يستعصى على الفهم أكثر!
