بقلم: سري القدوة – صحيفة “الدستور” الأردنية
الشرق اليوم – التوجه العربي يحمل رسالة واضحة المعالم لكل من يعنيه الأمر بأن هناك رأبا للصدع في الموقف العربي وإعادة اللحمة للصف العربي الواحد تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية وأهمية العمل على استئناف عملية السلام قريباً على قاعدة حل الدولتين ووفق المرجعيات الدولية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها ضمن قرارات الشرعية الدولية والإجماع الدولي على ضرورة إنهاء الاحتلال للمناطق الفلسطينية وتقديم المساعدات الدولية والمساهمة بدعم اقامة الدولة الفلسطينية بدلا من استمرار الاحتلال والاعتداء الظالم على الشعب الفلسطيني.
الموقف العربي يحمل رسالة مهمة حول أهمية دعم الحقوق الفلسطينية والتمسك بحل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وأهمية عودة القضية الفلسطينية إلى سلم الأولويات الدولية والإقليمية والتي جرى التعبير عنها بتوسيع الرباعية الدولية والتأكيد العربي على ضرورة توفير كل متطلبات الدعم السياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني لتمكينه من إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وحق العودة للاجئين وفق القرار 194.
وتشكل رسالة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد مؤخرا في القاهرة رسالة مهمة للعالم أجمع من أجل البدء في العودة إلى مفاوضات حقيقية تستأنف من خلالها الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام وعكست أعمال الاجتماع العربي على المستوى الوزاري أهمية إعادة النظر في تباين الخلافات حول سياسات بعض الدول وعلاقاتها الخارجية كون أن هذه النقطة بحد ذاتها لن تقف حائلا أمام جميع الدول العربية للعمل كفريق واحد من أجل دعم الحقوق الفلسطينية وخاصة على الصعيد الدولي وتوفير الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية.
التفاؤل الفلسطيني والعربي يمنح الجميع حافزا للانطلاق نحو أهمية التغيير في المجريات السياسية القائمة ومحاولة ترميم أثار الماضي الكئيب لتلك السياسة الترامبية وأثارها السلبي ومخلفات الدمار الذي خلفته على صعيد منظومة العلاقات الدولية وانعكاس ذلك على القضية الفلسطينية وما وصلت إليه من أمور معقدة ساعدت حكومة الاحتلال على الاستمرار في نهجها الاستيطاني وتطبيق سياسة الضم الاسرائيلية وفقا لمخططات صفقة القرن الأمريكية المزعومة أما وقد بدأت الان بعض الإشارات الايجابية في تغير نمط السياسة الأمريكية الجديدة تجاه القضية الفلسطينية يمنحنا ذلك بعضا من الثقة وأهمية تحرك المجتمع الدولي وجميع الاطراف المعنية بالتوجه السياسي والتعامل بايجابية وروح من التفاؤل تجاه تغير الأوضاع في واشنطن بعد أن بدأت السياسة الأمريكية تدلل أن هناك عمل جدي تجاه التخلص من سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي كانت تتبنى رواية الاحتلال الإسرائيلي ومواقفه بشكل كامل.
بات التوجه العربي يحمل صفة الإجماع على ضرورة العودة إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ضمن حل الدولتين، وهو ما يشكل رسالة تحفيز لإدارة بايدن للمضي قدما في مساعي استئناف عملية السلام وخاصة بأن الإدارة الحالية برئاسة الرئيس الأمريكي جو بايدن عبرت في أكثر من مناسبة عن دعمها لحل الدولتين وحل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية ضمن مبدأ الأرض مقابل السلام وإنهاء قضية اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وخاصة أن الرسائل العربية واضحة بهذا الخصوص وتم التعبير عنه خلال أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية.