Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-05-15 17:19:30Z | |
الرئيسية / مقالات رأي / “ضربة جزاء مشبوهة”.. أردوغان يواصل الاختباء “وراء النجوم”

“ضربة جزاء مشبوهة”.. أردوغان يواصل الاختباء “وراء النجوم”

بقلم: بيشوى رمزي – اليوم السابع

الشرق اليوم- “ضربة جزاء مشبوهة” سددها الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان، خلال افتتاح أحد ملاعب كرة القدم، في ولاية إزمير التركية، بينما كان يحرس المرمى أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية، الحاكم في أنقرة، ليتباهى أنصاره بمهارة رئيسهم، الذى سدد على طريقة اللاعب الألماني، ذو الأصول التركية مسعود أوزيل، بحسب الدعاية التي دأبوا على استخدامها، للترويج إلى “الخليفة” المزعوم، مستغلين العلاقة التي تجمع بينه وبين نجم كرة القدم، الذى لم يرتد يوما زي المنتخب التركي، مفضلا تمثيل ألمانيا في العديد من المناسبات الدولية، للتغطية على الفشل الكبير الذى تعانيه أنقرة، سياسيا واقتصاديا، إلى الحد الذى دفع إلى ارتفاع مستوى الغلاء، بشكل غير مسبوق، سوف تؤدي لا محالة إلى ثورة شعبية ربما تأكل الأخضر واليابس.

ظهور أردوغان في افتتاح ملعب كرة قدم، وكأنه “فاتح” عكا، يبدو مفهوما، في إطار لعبة “الدعاية” السياسية التي طالما تبناها الحزب الحاكم في أنقرة، وهى نفس اللعبة التي طالما مارستها أحزاب أخرى تحمل نفس النهج المشبوه، للتغطية على الفشل الكبير، بتعظيم “صغائر” الأمور، في تجاهل صريح للأولويات، التي ينبغي أن تتبناها دولة تصارع الفقر، والبطالة، والغلاء، مما ساهم إلى حد كبير في حالة من الغليان داخل المجتمع التركى، في الآونة الأخيرة، جراء تزايد رقعة الفقر، داخل المجتمع خلال السنوات الماضية، ناهيك عن الخسائر الفادحة المترتبة على السياسات الدولية، التي ساهمت بوضوح في تجريد أنقرة من حلفائها، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي كانت بمثابة الشريك الذى تستلهم منه أنقرة قوتها الدولية والإقليمية.

إلا أن إلصاق إسم أردوغان بمسعود أوزيل، يحمل في طياته أهدافا دعائية خاصة، للرئيس الطامح إلى “السلطنة”، فيما يمكننا تسميته بسياسة “الاختباء وراء النجوم”، في امتداد صريح للنهج جماعة الإخوان، والتي طالما استخدمت، وأفرعها، هذا النهج لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية، ولتوسيع شعبيتها، وتضليل الرأي العام، وربما منع المواطنين، من رؤية الحقائق، وهو الأمر الذى فشلت فيه الجماعة في العديد من البلدان الأخرى، والتي سعوا فيها إلى الظهور، مع النجوم أصحاب الشعبية الكبيرة، لتحقيق المكاسب السياسية، سواء عبر صناديق الانتخابية، أو لتلميع صورة أنظمتهم، أمام الجماهير التي ترتبط بهؤلاء النجوم، فى انعكاس صريح لسياسة “خلط الأوراق”، والتي اعتادوا استخدامها، سواء بربط السياسة بالدين تارة، أو بالرياضة أو الفن تارة أخرى.

ولعل استخدام أردوغان لورقة اللاعب مسعود أوزيل ليس بالأمر الجديد، فقد سبق وأن ظهر معه مرات عدة، منها خلال زيارة قام بها لألمانيا في عام 2018، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية، بينما تناول معه الإفطار مرة أخرى، على نفس المائدة، في مدينة إسطنبول في عام 2019، لتخفيف الضغوط عليه سواء في الداخل جراء الفشل الذريع في احتواء الأزمات الاقتصادية، أو في الخارج، في ظل انتقادات كبيرة من قبل الشركاء الدوليين، للدعم الكبير الذى تقدمه أنقرة للميليشيات الإرهابية في الشرق الأوسط، ناهيك عن ابتزازه المتواصل لأوروبا بورقة اللاجئين.

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …