بقلم: علي ابو حبلة – صحيفة “الدستور” الأردنية
الشرق اليوم – بعد أعمال الشغب في مبنى الكابيتول الأميركي الشهر الماضي، فكر الحزب الجمهوري في التخلص من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي حطم القواعد وحرض على العنف وأطاح بكل قواعد الديمقراطية الامريكية، لكن في النهاية، صوت 7 فقط من أصل 50 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ لإدانة ترامب في محاكمته التاريخية الثانية.
ترامب هو ثالث رئيس أميركي على الإطلاق يخضع للمساءلة بمجلس النواب، كما أنه أول رئيس يواجه المساءلة مرتين، وأول رئيس يمثل للمحاكمة بمجلس الشيوخ بعد تركه المنصب. وفي معرض تعقيب الرئيس الأمريكي بايدن، اعتبر تبرئة ترامب من قبل مجلس الشيوخ «فصلا محزنا من تاريخ الولايات الامريكية يذكّر بأن الديمقراطية هشة، وأنه يجب دائما الدفاع عنها»، وهو اعتراف ضمني بخروج الأمور عن السيطرة والذهاب نحو وجه أمريكا الحقيقي الذي جاهر به ترامب وأُعجب به الكثير من الأمريكيين.
يسجل التاريخ أن 10 أعضاء من حزب ترامب في مجلس النواب و7 آخرين في مجلس الشيوخ اعتقدوا في نهاية المطاف أن سلوك ترامب كان فظيعا بما يكفي لتبرير الإدانة – وحتى حرمانه مدى الحياة على تولي منصب في المستقبل، ولم يسبق أن صوت هذا العدد الكبير من أعضاء حزب الرئيس لصالح عزله، ومع هذا يبدو ان ترامب مازال يحكم قبضته على الحزب الجمهوري ومستقبله.
تصويت الجمهوريين في مجلس الشيوخ كان متوقعا فهؤلاء لا يهتمون بما ستفعله الحالة الترامبية في المجتمع بل يهتمون بالعمل على استعادة السيطرة على الكونغرس العام المقبل ويهدفون إلى استعادة البيت الأبيض في عام 2024. ومن الواضح ان ترامب لاينوي الرحيل عن المشهد في الحزب الجمهوري. فمباشرة بعد تبرئته، أصدر بيانا مكتوبا يعد فيه بالعودة إلى الظهور «قريبا».
قال ترامب: «إن حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى قد بدأت للتو. في الأشهر المقبلة لدي الكثير أشاركه معكم، وأنا أتطلع إلى مواصلة رحلتنا المذهلة معا لتحقيق العظمة الأميركية لجميع أفراد شعبنا»، وهو نفس الكلام الذي اعتدنا عليه ورأينا كيف يتم تطبيقه بسرقة بقية شعوب العالم وتدمير اقتصاداتها.
حكم ترامب كما أسماه العديد من المحللين والسياسيين، خلال السنوات الأربع الماضية، بداية عهد السقوط الأمريكي سواء بقي ترامب أم رحل فالرجل فعليا مازال يحتفظ بنفوذه السياسي، ووجوده خلق حالة مدمرة داخل أمريكا لن تختفي بسهولة حتى وإن رحل من البيت الأبيض، وتبرئته تعني انه يمكنك كرئيس لأمريكا أن تدعو لحرب أهلية للبقاء في الحكم دون أن تحاسب حتى من قبل حزبك! بالمحصلة فشل الديمقراطيون في مساعيهم لادانة ترامب، إذ برّأ مجلس الشيوخ الرئيس دونالد ترامب من تهمتي عرقلة عمل الكونغرس واستغلال السلطة في ختام محاكمة تاريخية سعى من خلالها الديمقراطيون لعزله فيما تكاتف الجمهوريون لتبرئته. وكانت هناك حاجة إلى أغلبية كبيرة، ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو، لإقالة رئيس من منصبه. وصوّت كل الأعضاء الديموقراطيّين على إدانة ترامب بالتهمتين.
والسؤال: ما هي تداعيات تبرئة ترامب على الساحة السياسية الأمريكية؟ إن محاكمة ترامب كانت تهدف لإبعاد الرئيس السابق من الحياة السياسية الأمريكية، واعتبر أنه عمليا تمت إدانته. وأكد الكاتب والباحث السياسي إيلي يوسف لفرانس24
أهمية تصريحات زعماء الجمهوريين ضد ترامب. واعتبر يوسف أن تصويت الجمهوريين ضد ترامب كان حتى لا يقال إن الجمهوريين وقفوا ضد رئيس منهم، وأن جوهر ما حصل ينبئ بنزع للشرعية السياسية عن ترامب.