بقلم: دعاء العبادي – صحيفة “الدستور” الأردنية
الشرق اليوم – جاء القرار النهائي موافقا للتوقعات غير صادم بعدم إدانة ترامب بتهمة “التحريض على العصيان” التي وجهت إليه بعد حادث اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس الشهر الماضي لتضاف المحاكمة الرابعة إلى سجل المحاكمات الرئاسية في تاريخ أمريكا حيث كانت المحاكمة الأخيرة أقصرها أمدا.
تبعات محاكمة ترامب ستعوّض عن قِصر مدتها فثمة رئيس سابق قد َمثُل لإجراءات المساءلة في الكونغرس مرتين في سابقة هي الأولى نوعها جرى فيها تشويه وتلميع وكأن المسرح نُصب تمهيدا كساحة معركة سياسية مستقبلية.
وبكل المعايير فقد استطاع رؤساء محاكمة ترامب الثانية في مجلس النواب إثبات مسؤوليته عن الهجوم العنيف الذي قام به أنصار له في محاولة منهم لمنع مجلس الشيوخ من المصادقة على فوز بايدن في انتخابات قيل فيها أنها نزيهة.
43 سناتورا صوتوا لإعفاء ترامب، بعضهم اختبأ وراء اعتراضات دستورية متجاهلين إدانة مسؤول سابق احتل منصب الرئيس ليجلبوا العار على أنفسهم كي لا يزعجوا قاعدة ترامب.
أما محامو الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة لم يهادنوا فقاموا بشن هجوم مضاد في مرافعة قوية استمّرت ثلاث ساعات.
المحامون أكدو أنّ الهجوم كان فظيعاً لكن المحاكمة غير منصفة ونعتوها بأنها انتقام سياسي يهدف إلى منع الخطابات التي لا تحلو للأكثرية.
فريق الدفاع عن ترامب لم يأل جهداً في الدفاع المستميت عنه فقامو بعرض مقاطع فيديو معدّلة بعناية، وأكدوا أنّ الجمل الهجومية التي استخدمها ترامب تندرج تحت الخطاب السياسي العادي وهو مستخدم لدى اليسار كما اليمين ومحمي بموجب التعديل الأول للدستور الذي يضمن حرية التعبير من خلاله.
ثم قاموا ببق شريط مصوّر لأكثر من عشر دقائق، يظهر فيه جميع مسؤولي الحزب الديمقراطي، بمن فيهم بايدن، يعدون بـ”القتال” على كافة الجبهات.
فريق الدفاع اعتبر ربط أعمال العنف بخطاب 6 يناير أمراً سخيفاً قائلين إن ترامب دعا أنصاره إلى تنظيم مسيرة بشكل سلمي ووطني نحو الكابيتول كما وصفو الهجوم بأنه مخطط له مسبقاً من جانب “مجرمين” ولا يمكن نسبه إلى الرئيس.
المحاكمة لم تكن عبثية فقد صوت فيها سبعة من الجمهوريين على إدانة ترامب وقاموا بواجبهم، كما فعل 50 ديمقراطيا، مما يجعل من الصعوبة على ترامب ومن يتحيّزون له الزعم بأن المحاكمة كانت حزبية لكن فشل مجلس الشيوخ في إدانة الرئيس السابق دونالد ترامب، بتهمة التحريض على العصيان المميت يعتبر إجهاضا للعدالة التي تغنّت بها قوة عظمى طوال سنين كثيرة.