بقلم: ليلى بن هدنة – صحيفة “البيان” الإماراتية
الشرق اليوم – بات اختبار جدية ميليشيا الحوثي في وقف الحرب ورغبتها في السلام مفروغاً منه، لأن تصعيدها العسكري مغلف بهدنة كاذبة، فالحوثيون هم العائق الحقيقي أمام السلام في اليمن، لأنهم جماعة لا تمارس السياسة وإنما تمارس القتل، ولا يوجد أي مؤشر إلى تقبلها مسار السلام بنهجها وسلوكها العدواني المتجسد في استهداف المدنيين الأبرياء.
كما أن سكوت الأمم المتحدة تجاه خروق هذه الميليشيا شجّعها على التصعيد إلى حدّ استهداف السعودية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
التضليل يتبدد والحقائق تتكشف يوماً بعد آخر تجاه طبيعة هذه الميليشيا وحرصها الكبير على نسف كل خطوة للحوار الجاد فهي عدو الشعب اليمني وجرائمها جلبت لليمنيين الحرب والموت والدمار والخراب والاقتتال وازدهر العنف والإرهاب. وعليه أن يدرك أنه كلما فكر في الاستمرار الجنوني في التصعيد العسكري تجاه المدنيين الأبرياء سيرسم لنفسه نهاية أكثر سوءاً.
لا استقرار ولا تنمية إلا بسلام، ولكن سلام في ظل ميليشيا الحوثي لن يؤدي إلا إلى تضييع الوقت، فقد أثبتت بما لا يدع الشك أنها آلة في يد إيران وقراراتها ليست بأيديها، وجدت الميليشيا نفسها أمام خريطة طريق حقيقية كفيلة بتحقيق السلام في اليمن ولكنها رفضتها لأنها وجدت جدية من الحكومة ومجلس الأمن والأمم المتحدة، فما كان منها إلا التعنت مستفيدة من صمت الهيئات الأممية المعنية بوضع حدّ لأي طرف يحاول الخروج عن نص الاتفاق.
السلام الحقيقي يبدأ بإيقاف فوهات بنادق ميليشيا الحوثي وصواريخها والتوقف عن تجويع اليمنيين، السلام الذي ينشده أبناء اليمن وتدعمه قيادات التحالف العربي يرتكز على عدد من الإجراءات والحل الشامل باستعادة الدولة من الانقلابيين وعدم إعطاء فرصة للميليشيا المناورة سياسياً بملف محافظة الحديدة، من أجل إعادة ترتيب عناصرها وإعادة الانتشار إذ إن التسويف والمماطلة وعدم الإيفاء بالوعود والالتزامات سمة للانقلابيين على الدوام.