بقلم: دعاء العبادي – صحيفة “الدستور” الأردنية
الشرق اليوم – معتقل غوانتانامو الواقع جنوب شرقي كوبا هو بمثابة وصمة عارٍ على سمعة أميركا إضافة إلى كونه مسلسل رعب يومي حقيقي تستخدم فيه كافة أشكال التعذيب النفسي والجسدي… يعتبر المعتقل الذي استحدثته إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن قبل 20 عاما كمركز اعتقال للمتهمين بارتكاب أعمال إرهابية ضد الولايات المتحدة بعد بدء الحرب في أفغانستان التي شنتها واشنطن إبّان أحداث 11 سبتمبر عام 2001، سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية ويقبع به عدد من المتهمين بالإرهاب على رأسهم خالد شيخ محمد، المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر.
فمنذ إعادة التوجيه إلى استحداث المعتقل وفتحه اعترف الرئيس جورج بوش أن المعتقل يمثل “أداة دعائية لأعدائنا وإلهاء لحلفائنا”.
أما بايدن فقال خلال حملته الانتخابية إنه لا يزال يؤيد إغلاق غوانتانامو وخلال حملته الرئاسية الأولى عام 2008، تعهد الرئيس السابق باراك أوباما بإغلاق المعتقل، وكان نائبه حينذاك الرئيس الحالي جو بايدن.
وفي اليوم الأول لحكم الرئيس السابق أوباما عام 2009، أصدر أمرا تنفيذيا لوكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه” بالتوقف عن استخدام التعذيب في التحقيقات، وإغلاق المعتقل في غضون عام واحد الكونغرس رد حينها بأن قام بعرقلة كل الجهود التي حاول أوباما من خلالها إغلاق المعتقل لكن ذلك لم يمنعه من إحراز تقدم كبير نحو تحقيق هذا الهدف فقامت إدارة اوباما بوضع عملية قانونية وسياسية صارمة لفحص كل سجين واقتراح نقل بعض السجناء للخارج فلم يتبق عند مغادرته للبيت الأبيض عام 2017، إلا 41 سجينا فقط داخل المعتقل 12 سجيناً منهم يواجهون محاكمات وإجراءات قضائية عسكرية أما 19 معتقلاً فلا يواجهون أي اتهامات ولا محاكمات أمام القضاء العسكري في تصريح ليس بالغريب على رئيس مثل دونالد ترامب وفي عام 2016، تحديداً تعهد ترامب أثناء حملته الرئاسية “بإبقاء المعتقل مفتوحا في زمن السلم وزيادة المعتقلين في وقت الحرب” وخلال سنوات حكمه لم يتم الإفراج عن أيٍّ من سجناء غوانتانامو بل وبسبب تعنته لم يتم نقل 5 معتقلين من أصل عشرة إلى دولهم الأصلية رغم إجازت السلطات القضائية العسكرية الأميركية، التي تراجع أوضاع المعتقلين باستمرار، على نقل 10 معتقلين إلى دول أخرى فبالإضافة الى ان كل معتقل يكلف الخزانة الأميركية سنويا ما لا يقل عن 13 مليون دولار طبقا لدراسات والذي يعتبر رقماً كبيراً فإن إغلاق المعتقل سيساعد على تحسين بيئة الأمن الأميركي مع استعادة القيادة الأميركية التي تخلى عنها ترامب في كثير من الملفات الدولية واستحضار القيادة الأميركية القِوامة على القيم والحريات وإعادة تلميع صورتها في محاولة لتحسين الصورة الأمريكية الممتقعة بالسواد في غوانتانامو قال مسؤولون في السجن العسكري بأنه سيتم تلقيح القوات والسكان المدنيين ضد فايروس كورونا وسيعرض على المحتجزين أيضا أخذ اللقاح مما أثار رد فعل عنيف من مشرعي الحزب الجمهوري، بمن فيهم أبرز عضو كونغرس في الحزب كيفن مكارثي الذي كتب على تويتر: “أخبرنا الرئيس بايدن بأنه ستكون لديه خطة لدحر الفيروس في اليوم الأول لولايته ، ولم يخبرنا أبدا أنها ستكون إعطاء اللقاح للإرهابيين قبل معظم الأمريكيين”.
إغلاق معتقل غوانتانامو اليوم يتطلب التعامل مع ملفات 41 سجينا متبقيا فقط، وبوسع إدارة بايدن إكمال المهمة بنجاح من خلال إدراك الثمن السياسي الكبير للإغلاق، والعمل على إقناع الكونغرس بجدوى هذه الخطوة والتي لا ُيضمن نجاحها إن لم يدعمها.