الرئيسية / الرئيسية / The Guardian: هل تسبب وباء كورونا في موجة “تسونامي” من المشاكل العقلية؟

The Guardian: هل تسبب وباء كورونا في موجة “تسونامي” من المشاكل العقلية؟

BY: Richard Pental

الشرق اليوم – كيف يتعامل سكان المملكة المتحدة مع أزمة فيروس كورونا المستمرة؟

وفقًا لبعض التقارير الإعلامية والمعلقين في مجتمع الصحة العقلية، فإننا قد أصبحنا نواجه الآن “أكبر تهديد للصحة العقلية منذ الحرب العالمية الثانية”، وما يشبه موجة “تسونامي” محتملة للمشاكل النفسية.

وقد كنت أقوم بمراقبة صحة سكان المملكة المتحدة العقلية منذ بداية الأزمة مع فريق من الخبراء من جامعات شيفيلد وألستر وليفربول، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وكلية بيدفورد، وبالنظر إلى النتائج التى توصلنا إليها، فإننا نعتقد أن رواية تسونامي هذه مضللة، حيث إنها تقوض الجهود المبذولة لحماية صحة السكان، وأيضًا قدرتنا كأمة على التعافي بمجرد انتهاء الأزمة، وإليكم السبب.

فمثل العديد من الباحثين الآخرين في مجال الصحة العقلية، أدركنا بسرعة أهمية فهم كيفية تأثير الوباء على رفاهية الناس العاديين، ومن خلال العمل مع شركة Qualtrics لاستطلاعات الرأي، قمنا بداية من 23 مارس 2020 (الأسبوع الأول من الإغلاق)، بإجراء تجربة على 2025 شخصًا بالغًا، يمثلون سكان المملكة المتحدة في العمر والجنس ودخل الأسرة والمواقف السياسية والعديد من العوامل الأخرى، وقمنا بمتابعة الصحة العقلية لهؤلاء الأشخاص، وقد كنا نهدف أيضًا إلى جعل الاستطلاع الذي أجريناه واسعًا قدر الإمكان، حيث شمل السؤال عن العلاقات الأسرية، ومدى الالتزام بالتباعد الاجتماعي، والمواقف تجاه اللقاحات، والإيمان بنظريات المؤامرة الخاصة بـ”كوفيد – 19″، وأشياء أخرى كثيرة، وظللنا نتابع هؤلاء الأشخاص منذ ذلك الحين (آخر استطلاع كان قبل عيد الميلاد)، واستخدمنا طرقًا أخرى مثل المقابلات الهاتفية والاختبارات النفسية عبر الإنترنت والمذكرات، وذلك للتوصل لأفضل النتائج، ولقد ساعدنا أيضًا أصدقاء في بلدان أخرى على إجراء استطلاعات موازية، ولكن ماذا وجدنا؟

صحيح أن ربط كل هذه البيانات وتكوين صورة كاملة عن كيفية أداء سكان المملكة المتحدة في هذه الأوقات الاستثنائية سيتطلب جهدًا هائلاً، ولكننا رأينا بالفعل بعض الأنماط المهمة، ففي الأسبوع الأول من الإغلاق، شهدنا معدلات أعلى من الاكتئاب والقلق والتوتر مما تم التوصل إليه في الاستطلاعات السكانية السابقة في المملكة المتحدة، كما تم التوصل لنتائج مماثلة من قبل باحثين آخرين في المملكة المتحدة وأماكن أخرى، وفي جميع هذه الاستطلاعات بدا أن الأشخاص الذين عانوا سابقًا من صعوبات في الصحة العقلية، أو الفقراء أو الشباب أو الذين لديهم أطفال صغار في المنزل، هم الذين في أسوأ حالاتهم النفسية.

لكن عددًا قليلاً فقط من الاستطلاعات هي التي فحصت التغييرات التي حدثت منذ فترة الإغلاق الأولى، وعندما يتم فحص هذه التغييرات تظهر صورة مختلفة تمامًا، حيث رأينا انخفاضًا في العدد الإجمالى للأشخاص الذين يبلغون عن مستويات “أعلى من الطبيعي” من الأعراض النفسية، ولا ينبغي أن تكون هذه النتيجة مفاجئة وذلك لأننا نعلم من الأبحاث السابقة أن الصدمات الفردية هي أكثر ضررًا على المستوى العقلي من الصدمات الجماعية مثل الكوارث الطبيعية، وهذا يرجع جزئيًا، على الأقل، لأن الروابط الاجتماعية القوية تحمي الناس من المشاكل النفسية، وخلال الأزمات غالبًا ما يجتمع الناس معًا لمساعدة بعضهم البعض، مما يخلق إحساسًا بالانتماء والهوية المشتركة مع الآخرين.

وقد وجدنا أن الأفراد الذين لديهم تاريخ من المرض العقلي، والذين كانوا يعيشون بمفردهم، والذين كانوا غير متقبلين لحالة عدم اليقين، والذين كانوا عرضة للقلق من الموت والذين شعروا أن لديهم القليل من السيطرة على حياتهم يميلون إلى الشعور بمشاعر سلبية.

ولكن كيفية تفاعل الناس مع الوضع الوبائي بمرور الوقت لا تعتمد فقط على المكان الذي بدأوا منه، ولكن أيضًا على كيفية تطور الأحداث، ومن المهم أن ندرك أن بعض عواقب الوباء كانت مفيدة، فالأشخاص الذين احتفظوا بوظائفهم غالبًا ما وفروا المال، كما تم إلغاء التنقل اليومي للبعض، ووجدنا أن معظم آباء الأطفال الأكبر سنًا قد استمتعوا بوجود أولادهم في المنزل (على الرغم من أن وجود أطفال صغار في المنزل أمر مرهق، كما لوحظ سابقًا).

ويمكن للحكومة الحفاظ على الصحة العقلية للسكان عن طريق حماية الناس من العواقب الاقتصادية للوباء، ومن خلال توفير الدعم العملي لآباء الأطفال الصغار، وعندما تتوفر موارد إضافية لخدمات الصحة العقلية، فإنه يجب توجيهها إلى الأشخاص الأكثر ضعفًا، وعلى سبيل المثال أولئك الذين يعانون من صعوبات نفسية موجودة مسبقًا، أو أولئك الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب الفيروس، أو العاملين في الخطوط الأمامية.

وبالنظر إلى الوضع على المدى الطويل، فإنه يمكن أن تساعد دراسات مثل دراستنا في توفير إطار عمل لوضع استراتيجية مرنة على مستوى المملكة المتحدة، حيث نأمل أن نكون أكثر استعدادًا لتحمل الصدمة عندما تصيب أمتنا أزمة أخرى من نفس الحجم.

ترجمة: المصري اليوم 

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …