بقلم: حمادة فراعنة – صحيفة “الدستور” الأردنية
الشرق اليوم – بصدور البيان الختامي التوافقي لحوار القاهرة يومي 8 و9 شباط 2021، بين الفصائل الفلسطينية 14 مع عدد من المستقلين، وقبول “فتح” و”حماس” العلني وكذلك الشعبية رغم تحفظها، تكون الخطوة الثانية قد تحققت باتجاه الانتخابات الفلسطينية المتعددة التدريجية وفق المرسوم الرئاسي الذي صدر يوم 15/1/2021، لإجراء الانتخابات التشريعية أولاً يوم 22/5/2021، والرئاسية ثانياً يوم 31/7/2021، يؤكد كما سبق وقلت وكتبت هنا، وأنا لم أكن أعلم بالغيب، ولا أضرب بالرمل، بل حصيلة المتابعة والمعرفة، يؤكد كما قلت مسبقاً أن نجاح حوار القاهرة سيتحقق لوجود اتفاق مسبق بين طرفي الانقسام “فتح” و”حماس” لأن رغبتهما ومصلحتهما أن يتم ذلك، وأن تصلا إلى ما وصلتا إليه:
1- تجديد الشرعية للمؤسسات الفلسطينية التي تقودها “فتح”
2- دخول ومشاركة “حماس” لهذه المؤسسات حتى تكون جزءاً وشريكة في هذه الشرعية.
حوار القاهرة تناول القضايا الإجرائية بهدف تحسين وتطوير وتوضيح الخطوة التنفيذية وملاءمتها، كي تكون أكثر شفافية، وتوفر الطمأنينة المطلوبة لكافة الأطراف، وتعكس الرغبة الجادة من قبل الجميع، وصولاً إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين “فتح” و”حماس” والتفاهم بشأنه.
اتصال إسماعيل هنية مع الرئيس محمود عباس، بعد انتهاء الحوار وصدور البيان الختامي يؤكد مصداقية مسار الخطوات وأن كليهما يعمل كل من جانبه ما هو مطلوب منه، ويحصل على ما يريد أو جزءاً كبيراً منه.
الانتخابات الفلسطينية ستتم في الضفة الفلسطينية والقدس والقطاع، رغم معيقات ستظهر هنا وهناك، وتشنج رفضوي تمثيلي، واحتجاجات لفظية ستصدر من هنا وهناك، بما فيها لدى ومن قبل بعض مؤسسات المستعمرة الإسرائيلية وأحزابها ولكنها ستذعن للمطالب الأوروبية الأميركية والإلحاحات الأردنية المصرية، ومثلما دفع الفلسطينيون الاستحقاق من قبل طرفي الانقسام ما هو مطلوب منهم أولاً من قبل “حماس” يوم 31/8/2020 بالتوصل إلى التفاهم الأمني مع المستعمرة، بين غزة وتل أبيب، وثانياً استئناف التنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب يوم 17/11/2020، ستدفع المستعمرة استحقاق ما هو مطلوب منها ولكن بعد انتهاء فترة المزايدات الحزبية لانتخابات الكنيست يوم 23/3/2021، ومقدمة ذلك أنها لم تعلن رفضها لمشاركة أهل القدس بالانتخابات الفلسطينية، أسوة بما سمحت به خلال دورتي انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في 20/1/1996 و25/1/2006.
في ظل هذا التفاهم والاتفاق والنجاح، ستبقى الأسئلة مطروحة مشروعة هل ستصل “فتح” إلى تفاهم داخلي؟؟ هل قائمتها ستكون حاضنة لكافة الأجنحة التي يمثلها مروان البرغوثي، ناصر القدوة، نبيل عمرو وتيار الإصلاح الديمقراطي؟؟ هل قائمة “فتح” قادرة على استيعاب فصائل أخرى؟؟ أم أن هناك ثلاث قوائم ستتشكل لفصائل منظمة التحرير وهي: 1- الجبهة الشعبية، 2- الديمقراطية وفدا وحزب الشعب والمبادرة، 3- تحالف الفصائل الأربعة جبهة النضال وجبهة التحرير العربية وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية الفلسطينية، والتحالف بين هذه الأطراف لا هروب منه لأن النجاح لأي قائمة يحتاج حصولها على 1.5 بالمئة من عدد المصوتين الذين سيصلون إلى صناديق الاقتراع.
من الأرجح أن كلا الفصيلين “فتح” و”حماس” سيكون لكل منهما قائمته المستقلة، ومن المستبعد التوصل إلى قائمة تحالفية واحدة بينهما لأن ذلك سيفقد الانتخابات قيمتها ومصداقيتها.