الشرق اليوم– نشرت فورين بوليسي (Foreign Policy) مقابلة مع شانون أونيل، زميل بمركز نيلسون وديفيد روكفلر لدراسات أمريكا اللاتينية في مجلس العلاقات الخارجية، ناقشت فيها معه خطط الرئيس جو بايدن لعكس سياسة فصل العائلات التي أقرها سلفه دونالد ترامب، وإعادة بناء نظام اللجوء واللاجئين وإعطاء الأمل لكل “الحالمين”.
بايدن في يومه الرئاسي الأول كشف النقاب عن خطط لتسهيل حصول 11 مليون مهاجر غير نظامي على الجنسية الأمريكية، وتعليق بناء الجدار الحدودي، والحفاظ على القرار المؤجل للواصلين أطفالا (داكا) وهو البرنامج الذي وضعه الرئيس السابق باراك أوباما وحاول ترامب إلغاءه.
وبسؤاله عن خطوات بايدن التالية بعد مجموعة الأوامر التي أصدرها بالفعل والتي ستلغي سياسات سلفه، قال أونيل إنه يجري الآن إعادة بناء نظام من شأنه السماح بمعالجة قضايا اللجوء، وإعادة بدء إجراء حدودي يتيح فصلا منظما في القضايا على الحدود.
وبالتالي، فإن بعضا من ذلك يجعل عملية طلب اللجوء أو الدخول إلى الولايات المتحدة أكثر كفاءة وإنسانية أيضا.
وعن طريقة تعامل بايدن مع الأسباب الجذرية للهجرة، أشار أونيل لعزم الرئيس على العمل مع دول أمريكا اللاتينية لتغيير الأمور على الأرض حتى يقل عدد الذين يتخذون قرار الهجرة، إذ إنه يحسن الحياة لأي شخص يعيش بأمريكا اللاتينية أو أي مكان آخر من العالم، ومن شأن ذلك أن يدفعه لاتخاذ قرار البقاء في بلده لأن هناك شيئا يستحق البقاء من أجله.
ولذا ستحاول إدارة بايدن معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، سواء كان ذلك بتوفير فرص اقتصادية أو ترسيخ أو تعميق سيادة القانون، فمثل هذه الإجراءات من شأنها إنشاء المزيد من المجتمعات المفتوحة والشفافة.
هناك أمل لأولئك الذين يريدون الهجرة إلى الولايات المتحدة، إما من أجل الفرص الاقتصادية للم شمل العائلات أو بسبب التهديدات التي يواجهونها في وطنهم
وعن العقبات التي ستواجه بايدن في تنفيذ خططه ومدى صعوبة الأمر، يرى أونيل أن بعض تلك الخطط سيركز على المسارات القانونية حيث يوجد أشخاص مثل المدعون العامون في تكساس ربما سيحاولون إيقاف بعض هذه التحركات. وأما العقبة الأخرى فهي البنية التحتية الفعلية وقدرة البيروقراطية. ولذا فإن هذه الخطة لوضع نظام فعال وإنساني لمعالجة الهجرة ستستغرق بعض الوقت لأنه يتعين عليك إعادة بناء ما تآكل أو كسر في بعض الحالات.
وهناك عقبة ثالثة حيث لا يريد بايدن فقط إيقاف عمليات الترحيل والتعامل مع بعض التحديات الحالية للمهاجرين الذين ينتظرون بالمكسيك، ولكنه اقترح إصلاحا شاملا أكبر بكثير من نظام الهجرة الأمريكي بشكل عام، وبالتالي يجب أن يمر عبر العملية التشريعية.
وبسؤاله عن ماهية الاستجابة حتى الآن بأمريكا اللاتينية، يرى أونيل أن هناك استجابات مختلفة وبعضها عبارة عن انتظار حذر لما سيحدث لأن الكثير من هذه الأشياء يستغرق وقتا ويتطلب إجماعا سياسيا، والأميركيون اللاتينيون يراقبون السياسة الأمريكية أيضا ويتفهمون الصعوبات هناك.
وختم الباحث بمجلس العلاقات الخارجية بأن هناك أملا لأولئك الذين لديهم عائلات موجودة داخل البلاد ولا تتوفر لديهم وثائق، إذ سيتمكنون من البقاء، وكذلك الذين يريدون الهجرة إلى الولايات المتحدة، إما من أجل الفرص الاقتصادية أو للم شمل العائلات أو بسبب التهديدات التي يواجهونها في بلادهم، فهؤلاء أيضا لديهم أمل في أن سياسات بايدن الجديدة للهجرة ربما تمكنهم من تغيير وضعهم وحماية أنفسهم وأسرهم.
ترجمة: الجزيرة