بقلم: سلطان حميد الجسمي – صحيفة “الخليج”
الشرق اليوم – اليوم تصنع دولة الإمارات تاريخاً عظيماً كأول دولة عربية وإسلامية تصل إلى المريخ، اليوم في 9 نوفمبر / تشرين الثاني من سنة 2021، تصنع الإمارات التاريخ بسواعد أبنائها المخلصين بوصولهم إلى الكوكب الأحمر.
اليوم يصل الإماراتيون لكوكب المريخ تحقيقاً لحلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي رسم المستقبل لهذه الدولة قبل 50 عاماً، وكان يراهن على أبنائه وبناته من شعب الإمارات بأنهم قادرون على تحقيق كل الأهداف التي رسمها في الماضي بإرادة من حديد، وتخطيط استراتيجي عصري، وتعاون الفريق الواحد، وحب الطموح والعمل، ومواجهة التحديات والصعوبات، للارتقاء بأمتهم ودولتهم، ولتحقيق كل الأهداف والنجاحات، وها هم أبناؤك يا زايد الخير وصلوا إلى المريخ.
التاريخ كفيل اليوم بأن يسجل إنجازات دولة الإمارات، وفي الأمس أي قبل 50 عاماً كانت الإمارات أرضاً صحراء قاحلة، فيما كانت دول كثيرة في الشرق الأوسط والعالم تحتفي بعمرانها ومبانيها وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي، إلا أن دولة الإمارات في زمن وجيز غيرت مفهوم تقدم الدول، ففي السنوات الأولى من الاتحاد حرصت حكومة الإمارات على العمل الدؤوب والمستمر لتحقيق الأهداف والنجاحات، فتحولت هذه الصحراء القاحلة في زمن وجيز إلى صروح من التطور والعمران والازدهار، حتى بلغت مراحل متقدمة في السنوات الأخيرة؛ حيث وصلت اليوم إلى مراحل متكاملة ومتقدمة من التطور والتنمية.
إن دولة الإمارات تعتبر اليوم من أهم وأول دول العالم التي تسجل أرقاماً قياسية ومتقدمة في المؤشرات العالمية، وتتبوّأ الصدارة في التقارير العالمية في شتى المجالات، فهي مستقر لأكثر من 200 جنسية، يجمعهم حب هذا الوطن الذي وفر لهم الأمن والأمان والاستقرار، وجعلهم فخورين بهذه الإنجازات والنجاحات.
لم تكن رحلة المريخ سهلة على الإماراتيين؛ لأنها ليست رحلة عادية، بل هي رحلة فضائية من كوكب إلى كوكب آخر، رحلة طولها 493.5 مليون كيلومتر و5.5 مليون ساعة عمل قضاها 200 مهندس ومهندسة من دولة الإمارات، واسم المشروع مشروع الإمارات لاستكشاف المریخ، واسم المسبار “مسبار الأمل”، وهو أول مشروع عربي وإماراتي لاستكشاف المريخ، وسيقدم أول صورة متكاملة للغلاف الجوي لكوكب المريخ، كما سوف يساعد على الإجابة عن أسئلة علمية رئيسية حول غلافه الجوي، وأسباب فقدان غازَي الهيدروجين والأكسجين من غلافه.
من الأسئلة المطروحة عالمياً: لماذا تذهب الإمارات إلى المريخ؟ وما الغاية من ذلك؟
استوقفتني أجوبة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء.. والسبب الأول كما قال سموه: “سنذهب للمريخ لأن برامج الفضاء هي بوابة للعلوم، وهي بوابة لبناء العلماء، ولا مستقبل لنا بدون العلم.. ولا مستقبل لنا بدون المعرفة”.
إن سموه وقيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات متيقنون أن استكشاف الفضاء يشكل جزءاً كبيراً من بوابة العلوم، وهو مخرج كبير للمعرفة وبناء العلماء.
وأكد سموه أنه لا مستقبل لنا بدون العلم والمعرفة، وهذه الخطوات الكبيرة لها نتائج ونجاحات كبيرة لا تصنعها إلا الدول والشعوب المتقدمة علمياً ومعرفياً، وليس عمرانياً فقط، فالعلم والمعرفة أساس تكوين واستمرار البشرية.
اليوم بالذات ينسى العالم همومه جراء انتشار فيروس “كورونا”، ويتطلع إلى الفضاء لمراقبة الحدث الفضائي العالمي العربي، انطلاقاً من دولة الإمارات، التي تؤكد قدرتها على تحقيق هذا الإنجاز العظيم بإطلاق عدة برامج إلى الفضاء، بمشاركة مهندسين وعلماء عرب، وتستعد دولة الإمارات للإسهام في نقل البشر إلى الفضاء، وتحقيق هذه النجاحات ليس ببعيد عن طموحات دولة الإمارات.