الرئيسية / مقالات رأي / ربيع وول ستريت

ربيع وول ستريت

بقلم: هيثم العايدي – الوطن العُمانية

الشرق اليوم- قبل أن يختتم تعاملاته في بورصة وول ستريت الأسبوع الماضي على هبوط بـ80%، كان سهم شركة جيم ستوب لألعاب الفيديو بطلا لما يشبه الثورة داخل بورصة وول ستريت، جاء تنظيمها على غرار ما يسمى “الربيع العربي” استخدم فيها المستثمرون الصغار واحدة من أهم أدوات ثورات الربيع، وهي التواصل الاجتماعي لشن هجمة على كبار المستثمرين وصناديق التحوط لا بغرض تحقيق الأرباح، وإنما لإلحاق أكبر قدر من الخسائر بهؤلاء الكبار.

وقبل أن يصل سعر سهم جيم ستوب في آخر جلسة إلى 63.77 دولار، كانت المضاربات والحرب المشتعلة بين الكبار والصغار قد رفعته إلى 483 دولارا مرتفعة بأكثر من 1000% على مدى الأسبوع الأخير من يناير الماضي، في قصة بدأت بمعلومة جرى تداولها على في منتدى “وول ستريت بيتس” الذي يجمع صغار المستثمرين، وكان مفادها أن صناديق التحوط تعتزم استخدام أسهم شركة جيم ستوب (هي سلسلة أميركية لمتاجر ألعاب الفيديو عانت من خسائر فادحة جراء الإغلاق وعدم تمكنها من الدخول في التجارة الإلكترونية) في البيع على المكشوف؛ أي اقتراض الأسهم وطرحها في البورصة، مع اليقين بأن سعر السهم سينخفض ليعيد الصندوق شراء الأسهم بعد انخفاضها، ويعيدها مرة أخرى مستفيدا من فرق سعر السهم بعد هبوطه.

وهذه العملية (البيع على المكشوف) المتعارف عليها بين صناديق التحوط وكبار المستثمرين تعتمد بشكل أساسي على معلومة مؤكدة بأن سعر السهم سيواصل الانخفاض، وهي معلومات خاصة بكبار المستثمرين.. ولكن دخول منتدى “وول ستريت بيتس” على الخط حرم الكبار من هذه الأفضلية، إذ بعد تداول هذه المعلومة مقرونة بنصيحة لشراء الأسهم بكثرة بعد طرحها في البورصة ما أدى إلى اتخاذ السهم منحنى صعوديا كبَّد كبار المستثمرين خسائر فادحة دفعتهم إلى طرح المزيد من الأسهم لتقابل بمزيد من الشراء؛ ليتخطى إجمالي الخسائر 70 مليار دولار.

لكن هذه الخسائر لم تصب في جيوب صغار المستثمرين؛ لأن أرباحهم تظل أرباحا ورقية، وتحويلها إلى نقود فعلية يتطلب منهم بيع الأسهم، وهو ما يرفضونه؛ لأن رغبتهم الأساسية هي إلحاق الأضرار بالكبار وليس تحقيق الأرباح.

وفي وضع كهذا خارج عن المتعارف عليه في تعاملات البورصة فإنه ـ وإن لم يتم تداركه ـ فإنه ينذر بهبوط حاد وخسائر تهدد بأزمة مالية عالمية تعمق الأزمة الحالية. وحتى مع تدارك الوضع، فإنه من المنتظر أن يتواجد العديد من المنتديات على غرار (وول ستريت بيتس) تكون بمثابة تكتل ينظم حركة المستثمرين الأفراد ويجعلهم قوة ضاربة في البورصات .. ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، إذ من الممكن أن يتم بطريقة أو أخرى السيطرة على هذه المنتديات وتوجيهها نحو مصالح معيَّنة تحت شعارات محاربة جشع الكبار وغيرها من الشعارات.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …