الرئيسية / مقالات رأي / النووي الإيراني وقضايا المنطقة على طاولة بايدن

النووي الإيراني وقضايا المنطقة على طاولة بايدن

بقلم: نسيم عنيزات – صحيفة الدستور

الشرق اليوم- في الوقت الذي تقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجزرة الى إيران في موضوع الاتفاق النووي بدل عصا ترامب الذي انسحب منه إبان ولايته تظهر على السطح لعبة عض الأصابع ومن يتحمل أكثر.

بعد اتفاق تاريخي عرف ب 5+1 أي بمشاركة أوروبية والولايات المتحدة، تمكن الرئيس الأمريكي الأسبق، أوباما، من إبرام اتفاق يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي على المدى المنظور مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، سارع خلفه ترامب للانسحاب منه دون مشاورة شركائه الأوروبيين الذين حاولوا ثنيه عن القرار محاولين التمسك به، الا أن الضغوط والتهديدات الأمريكية آنذاك حالت دون ذلك.

وها هو بايدن يعيد اتفاق رئيسه أوباما الى السطح والمواجهة معينا مبعوثا لذلك، وبنفس الوقت يسعى الى تحسين الشروط وتضمين الاتفاق موضوع الصواريخ البازلتية.

ومن خلال المشهد يبدو أن الوضع الإيراني وشروطها التفاوضية في وضع أفضل من السابق، مصرة على عدم العودة الى الوراء أو الدخول بمفاوضات أو شروط جديدة، مؤكدة على الاتفاق السابق، داعية بنفس الوقت الولايات المتحدة الى العودة الى الاتفاق الذي انسحبت منه إبان ترامب حسب تصربحات مسؤوليها.

اتفاق تعارضه إسرائيل بقوة بعد أن توحدت أقطاب معارضتها اتجاهه لمنع العودة الى الاتفاق وبنفس الوقت تهدد إيران بضرب مفاعلها في حال واصلت تخصيب اليورانيوم، بعد أن اغتالت المهندس الرئيسي للمفاعل النووي.

وضع صعب وغاية بالتعقيد لكيفية الانخراط بمفاوضات جديدة أو إضافة بنود جديدة أو تقديم تنازلات من طرف ما، يحفظ أمن منطقة الخليج ويراعي مصالحه التي تعهد بها بايدن من جهة، وبنفس الوقت يرضي الإسرائيليين ويريح الأوروبيين الذين يضغطون بقوة لإنهاء الملف.

ولا تتوقف أهمية الاتفاق عند هذا الحد من المعنيين، لأن هناك عاملا آخر يتعلق بإنهاء الحرب اليمنية التي تعتبر إيران لاعبا أساسيا فيه من خلال علاقتها مع الحوثيين ودعمها لهم حيث تدرك الولايات المتحدة بأنه لن يكون هناك حل دون تدخل إيراني، بعد أن أعلنت الأولى عن نيتها لشطب الحوثيين من قائمة الإرهاب وقد بدأت فعلا باجراءات التنفيذ مخطرة الكونجرس بذلك.

إن التحركات الأمريكية في هذا الشأن جاءت أسرع من التوقعات التي كانت تشير الى أن الإدارة الأمريكية ستنشغل بعض الوقت بملفاتها الداخلية ومشاكلها التي خلفها الرئيس السابق وآثار كورونا على حساب الشرق الأوسط والانخراط بقضاياه.

الا أنه ومن خلال الأحداث والمجريات التي تشي بأن الإدارة الحديدة اشتبكت مع جميع الملفات الخارجية بما فيها ملفات الشرق الاوسط خاصة الملف الإيراني والقضية الفلسطينية بعد تأكيدها على موقفها السابق ومبدأ حل الدولتين دون أن تتطرق الى صفقة القرن التي يبدو أنها ذهبت مع عرابها ومطلقها.

مما يشير بأن الملف الإيراني لن يطول كثيرا وكذلك موضوع اليمن الذي تصر الإدارة الجديدة على إيجاد حل سريع له.

اشتباكات كثيرة وسريعة تسعى خلالها الإدارة الجديدة لإعادة الولايات المتحدة الى وضعها الطبيعي باعتبارها لاعبا رئيسيا في جميع ملفات وقضايا المنطقة وانسجاما مع مصالحها وتعزيز نفوذها بعد أن تخلت عنها الإدارة السابقة لصالح المال.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …