الرئيسية / مقالات رأي / خطاب بايدن

خطاب بايدن

بقلم: عمرو الشوبكي – المصري اليوم

الشرق اليوم – حمل خطاب الرئيس الأمريكي الجديد من قلب وزارة الخارجية الأمريكية وليس من البيت البيض رسالة سياسية جديدة سماها “عودة أمريكا”، وحمل مضامين جديدة تحتاج أيضًا لطريقة جديدة للتعامل معها.
وكما سبق أن ذكرنا أن الفروقات المحدودة بين الإدارتين الديمقراطية والجمهورية اتضح عمقها هذه المرة، لأن بادين الذى كان يمكن أن يكون رئيسًا ديمقراطيًا لا يصنع فروقات كبيرة لو جاء عقب أي رئيس جمهوري آخر غير ترامب.
وقد قدم بايدن خطابًا جديدًا بسياسات جديدة شملت عدة عناصر، أبرزها العودة الأمريكية لمناطق النزاع والتمسك بالحلول الدبلوماسية والسياسية، وهنا مغزى اختياره وزارة الخارجية الأمريكية ليلقي خطابه، فأعلن وقف العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن، ثم أعلنت الإدارة الأمريكية بعد ذلك رفع اسم الحوثيين من قوائم التنظيمات الإرهابية، ولكنها في نفس الوقت أكدت على دعمها للسعودية في الدفاع عن سيادتها، أي أنها اتخذت موقفًا مركبًا رفض استمرار الحرب اليمنية، وفي نفس الوقت لم يوقف دعمه للمملكة.
أما الجانب الآخر فهو التوجه نحو تبني سياسة احتوائية تجاه إيران، والاستعداد للعودة للاتفاق النووي بشروط جديدة مازالت محل جدل مع طهران.
والحقيقة أن فكرة الإدارة الجديدة تقوم على إمكانية احتواء كثير من الدول والجماعات داخل المنظومة العالمية حتى لو اختلفت معها في بعض الجوانب، واعتبار أن عملية الدمج أو الاحتواء هذه قادرة على تغيير سلوكها ودفعها نحو الاعتدال، وهو ما سيطبق بشكل واضح على إيران، حيث أدى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي إلى زيادة أنشطتها النووية حتى أصبحت وفق تصريح وزير الخارجية الأمريكي قريبة من امتلاك قنبلة نووية، بما يعنى أن السياسات الإقصائية على طريقة ترامب أضرت ولم تفد الرؤية الأمريكية في عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا، وكانت أقرب “للشو الإعلامي” و”اللقطة السياسية” أكثر من التأثير في الواقع.
سيكون لأمريكا مدخل جديد وحاضر بقوة في اليمن وإيران، ولكنها لن تقدم جديدًا يُذكر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي لم يذكرها تقريبًا بايدن في خطابه، وطالما استمر الانقسام الفلسطيني، وطالما اعتبرت “حماس” أن السيطرة على غزة أهم من بناء الدولة الفلسطينية فلن تجد أي دعم حقيقي من صناع القرار الدولي، وستستمر إسرائيل في بناء المستوطنات وسياساتها التوسعية ويكتفي العرب ودول العالم بالإدانة والشجب.
توجهات بايدن تقول إنه سيدافع عن ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان، صحيح أنه ملف كثيرًا ما وُظف لأغراض سياسية ولكن أفضل تعامل معه، أن تحترم الدساتير والقوانين الوطنية، وتصحح الأخطاء الداخلية بعيدًا عن أي ضغوط خارجية. فهناك أوجه قصور في هذا الملف، وهناك مراجعة فورية مطلوبة تنطلق من المصلحة الوطنية العليا التي تفهم العالم كما هو وليس كما نأمل، وتتفاعل معه بشكل إيجابي ونقدي في نفس الوقت.

شاهد أيضاً

لبنان واليوم التالي

العربية- غسان شربل الشرق اليوم– شاءتِ المهنةُ أن أكونَ في دمشقَ يوم اغتيالِ الرئيس رفيق …