الشرق اليوم- نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً لها أمس الأربعاء، اعتبر نظام العقوبات الذي تفرضه الولايات المتحدة ضد دول تعارض سياساتها، فشل في تحقيق مبتغاه ولم يستطع إجبار الأنظمة المستهدفة على الانصياع لإرادة واشنطن.
وقالت الصحيفة إن “العقوبات الأميركية أثبتت أنها أقل إثارة للخوف في السنوات الأخيرة”، إذ إن “الولايات المتحدة فرضت مراراً عقوبات على روسيا والصين وإيران ولكنها لم تستطع إجبارها على الانصياع لإرادة واشنطن”.
ونقلت الصحيفة عن أيفو دالدر، السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي في عهد الرئيس باراك أوباما، قوله: “لقد وقعنا في فخ أن العقوبات هي الحل السهل لكل مشكلة. صحيح أنها تبرهن اهتمامك وتفرض بعض الثمن، ولكنها عادة لا تكفي لتغيير السلوك”.
ولفت دالدر إلى أن “الرؤساء (الأميركيين) غالباً ما يلجؤون إليها لأن القيام بأي شيء آخر يبدو مكلفاً جداً”، ولكن الصحيفة لفتت من جانبها إلى أن “الحقيقة المُرّة هي أنه إذا تم تنفيذ العقوبات بشكل سيئ، فقد تأتي بنتائج عكسية أيضاً”.
نتائج عكسية
وفسرت “نيويورك تايمز” أن فرض عقوبات محتملة على جيش ميانمار، تنفيذاً للتهديد الذي أصدرته إدارة جو بايدن بعد الانقلاب العسكري الأخير في الدولة الجنوب آسيوية، “قد يدفع جنرالات الانقلاب إلى الارتماء أكثر في أحضان الصين”، وهو احتمال حذرت منه اليابان.
ولفتت الصحيفة إلى أن “قادة بكين سيرحبون بلا شك بالعقوبات الأميركية الجديدة لاستخدامها كدليل على أن واشنطن شريك غير موثوق به”.
وعدّدت الصحيفة أمثلة على فشل نظام العقوبات الأميركية في تحقيق أهدافه، مثل أن ثمة عقوبات مفروضة بالفعل على 4 من كبار جنرالات الانقلاب، ما يدل على أنها لم تردعهم” عن تنفيذ مخططاتهم الانقلابية.
روسيا وإيران
وأعطت الصحيفة مثال روسيا أيضاً، التي فُرض عليها نظام عقوبات “قاسٍ” عام 2014 بسبب غزوها شرق أوكرانيا، لكنه فشل في تحقيق هدفه الوحيد، المتمثل بإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على عكس مساره وسحب قواته من الدولة الجارة.
وأضافت الصحيفة أنه “عندما أدانت الولايات المتحدة الحكم الصادر بحق زعيم المعارضة الروسي البارز أليكسي نافالني، كان هناك اعتراف بين كبار مساعدي بايدن، في كلمات أحدهم، بأنه عندما يتعلق الأمر بالكرملين، فقد نفدنا من العقوبات”.
وتطرقت الصحيفة إلى حالة إيران، قائلة إن “كثيرين من المحيطين بالرئيس السابق دونالد ترمب اعتقدوا بأن بضع سنوات من الإجراءات الصارمة المفروضة على صادرات النفط، ستؤدي إلى كسر الحكومة هناك، أو على الأقل كما توقع ترمب نفسه، ستجبر قيادة البلاد على إبرام صفقة (نووية) جديدة”، لكن طهران “لم تفعل أياً منهما”.
ولفتت إلى أن “التعريفات الجمركية لم تغيّر سلوك الصين”، بل “سرعت حملتها القمعية على هونغ كونغ، وشددت قبضتها على الأقليات المسلمة وأصدرت تهديدات جديدة ضد تايوان”.
“تنسيق الضغط“
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن إدارة بايدن ستلجأ إلى أمر مختلف عند التحضير لفرض قيود جديدة، وهو “تنسيق الضغط مع الحلفاء”.
وذكرت أن “مساعدي بايدن يقولون إن الاختلاف الآن هو أنهم سيعملون بجد لتنسيق الضغط مع الحلفاء، الذين تجاهل ترمب وجهات نظرهم إلى حد كبير على مدى السنوات الأربع الماضية”.
المصدر: قناة الشرق