الرئيسية / مقالات رأي / أهمية البعد القومي للأمن العربي

أهمية البعد القومي للأمن العربي

بقلم: سري القدوة – صحيفة “الدستور” الأردنية

الشرق اليوم – إن مواجهة التحديات الراهنة والتهديدات الخطيرة التي يتعرض لها الأمن القومي العربي يحتم على القيادة العربية العمل بكل الاتجاهات ودعم المواقف العربية وإبداء المزيد من الحرص على امتلاك القدرة الشاملة والمؤثرة للحفاظ على حقوق ومكتسبات الشعوب العربية، وتجعل من التكاتف والتلاحم الوطني على المستوى الإقليمي العربي أمرا حتميا حيث يدرك القادة العرب خطورة ما يدور في المنطقة من أحداث وقضايا باتت في منتهى الخطورة الشديدة والحساسة، ويتطلب أن يكون جميع الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة العربية على قلب رجل واحد واثقين في قدرتهم على عبور الأزمات على النحو الذي يحفظ لكل العرب حقهم في وطن مستقر وأمن قومي هادف يسعى أن تكون قيم التعاون والبناء والسلام أساسا للعلاقات الإنسانية بين كل الشعوب وأساسها العمل العربي المشترك المبني على احترام الآخر والساعي لبذل كافة الجهود الممكنة لمنع نشوب الصراعات، وأن القادة العرب لقادرين على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية حقوقها التاريخية والحفاظ على البعد القومي للأمن العربي.

وفي خطوة مهمة وعلى طريق التكامل العربي والتنسيق المشترك من أجل الحفاظ على الأمن العربي افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومدير المخابرات العامة المصرية، وعدد من رؤساء أجهزة المخابرات العربية، مقر المنتدى العربي الاستخباري بالعاصمة المصرية القاهرة، مما يعزز من أهمية تفعيل المنتدى العربي الاستخباري كآلية قوية وداعمة للتعاون الاستخباراتي الوثيق بين الدول العربية الشقيقة، فضلًا عن العمل على وضع منظومة متكاملة ومحكمة لمكافحة الإرهاب تعتمد على تقاسم الأدوار وتبادل الخبرات والتحديث والتطوير المستمر لآليات المواجهة في هذا الشأن.

وتعكس أهمية المنتدى كمنصة لتعزيز العمل المشترك لصون الأمن القومي العربي من خلال تبادل الرؤى ووجهات النظر للتعامل مع التحديات المتسارعة التي تواجه المنطقة العربية، خاصةً مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والجريمة المنظمة، بما يساعد على تحقيق الأمن والاستقرار لكافة الدول العربية، وتعكس أهمية العمل الجماعي في إطار المنظومة العربية الواحدة استعادة الاستقرار في كافة دول المنطقة، لا سيما التي تشهد حالة من التوتر وتعصف بها الأزمات، وتسعى التنظيمات الإرهابية للاستقرار والتمدد فيها، ومن هنا يتطلب العمل من قبل الجميع بالتعاون والوقوف صفًا واحدًا لنبذ الفرقة وتجاوز أي خلافات من أجل إعلاء مصالح الأوطان والشعوب العربية والحفاظ على البعد القومي العربي والرسالة الموحدة للأمة العربية .

إن محاربة الارهاب والتطرف يدفعنا إلى ضرورة الوحدة والعمل بشكل جاد لتشكيل منظومة عربية موحدة لحماية الأمن القومي العربي ومواجهة الإرهاب والتطرف الذي يضرب بالأمة العربية في كل مكان ويدفع أجيالنا حياتهم ومستقبلهم ثمنا لهذا الإرهاب، وأن الدفاع العربي المشترك من أجل مواجهة الإرهاب هو مهمة قومية يجب على الجميع المساهمة بها والمشاركة لمواجهة المد الإرهابي والتطرف والعمل على وحدة الموقف العربي تجاه القضايا المصيرية، وإن المد الإرهابي يعني انتشار قواعد الإرهاب بالمنطقة وانتشار الفوضى الخلاقة وتمددهم في المنطقة العربية، وإن حماية الأمن القومي العربي أمر مستعجل من أجل وضع حد لأي خلل أو توغل خارجي كون سقوط خيار الوحدة العربية والمنظومة الأمنية يعني سقوط الأمن القومي العربي، ولذلك يجب التدخل العربي بشكل ملموس مع أهمية التنسيق وتشكيل قيادة أمنية عربية مشتركة وقاعدة بيانات موحدة وعلينا أن لا نفقد البوصلة ونعمل بكل قوة من أجل حماية الأمن القومي العربي.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …