BY: Martin Wolf
الشرق اليوم – كيف يجب أن تستجيب الولايات المتحدة لصعود الصين؟ هذا من بين أكبر الأسئلة التي تواجه الإدارة الأمريكية الجديدة.
يجادل العديد من الأمريكيين بأن نوعا من الاحتواء ممكن. لكن في الواقع هذه إحدى النقاط القليلة التي تميل إدارة جو بايدن وسابقتها إلى الاتفاق عليها.
يقول كلايد بريستويتز في كتابه “العالم انقلب رأساً على عقب”، إنه: “لا توجد منافسة بين الشعب الصيني وشعب الولايات المتحدة”، لكن مسؤولا حكوميا أمريكيا رفيعا قال إن: “التحدي الوحيد الأكثر أهمية الذي يواجه الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين هو صعود الصين الاستبدادية بشكل متزايد تحت حكم الرئيس شي جين بينغ “، وأن التحدي ليس الصين بل دولتها الاستبدادية.
تؤكد تصرفات الصين في شينجيانغ وهونغ كونغ على ازدرائها لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية. كما تهدد بكين الحكم الذاتي الفعلي لتايوان وتوسع نفوذها على بحر الصين الجنوبي. باختصار، تتصرف الصين بشكل متزايد كقوة عظمى صاعدة يحكمها طاغية قاس وفعال. ويقترح البعض احتواءها كما حدث مع الاتحاد السوفيتي.
وفي حين يجادل البعض بأن التهديد الناجم عن محاولة الصين تحقيق الهيمنة العالمية يجب مواجهته بالدفاع عن قائمة طويلة من المصالح الأمريكية الحيوية: الحفاظ على التفوق الاقتصادي والتكنولوجي الجماعي، وحماية الوضع العالمي للدولار الأمريكي، والحفاظ على ردع عسكري ساحق، ومنع التوسع الإقليمي الصيني، وتعزيز وتوسيع التحالفات والشراكات، والدفاع (وعند الضرورة إصلاح) النظام الدولي الليبرالي القائم على القواعد. إلا أنهم في الوقت نفسه، يدعون إلى معالجة التهديدات العالمية المشتركة، لا سيما تغير المناخ.
فهل كل هذا يمكن تحقيقه؟ لا ، لا أعتقد ذلك، لأن الصين خصم أقوى بكثير من الاتحاد السوفيتي. لديها اقتصاد أكثر نجاحا شديد التكامل على المستوى الدولي، وقطاعا تكنولوجيا أكثر ديناميكية، وسكانا أكبر بكثير، ونظام حكم أكثر تماسكا، وحكومة أكثر كفاءة. والأهم من ذلك هو إمكاناتها.
إن علاقة الولايات المتحدة بالصين ليست مثل تلك التي كانت مع الاتحاد السوفيتي. نعم، ستكون هناك منافسة كبيرة، لكن يجب أن يكون هناك أيضا تعاون عميق. بقدر ما تكون هناك حرب أيديولوجيات، تظل حرية الغرب وديمقراطيته أكثر جاذبية. التحدي الحقيقي الذي يواجهونه ليس الصين، ولكن استعادة هذه القيم في الوطن.
ترجمة: BBC