الرئيسية / مقالات رأي / صراع قادم !

صراع قادم !

بقلم: مايكل دي سوين – صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – كان تحليق أكثر من عشرين طائرة عسكرية صينية في نهاية الأسبوع الماضي عبر خط الوسط لمضيق تايوان والرد اللفظي القوي الذي أعادت الولايات المتحدة التأكيد عليه لدعم تايوان يعكس التصعيد المستمر للتوترات الصينية الأمريكية، وهي ديناميكية تحتاج إلى السيطرة عليها في أقرب وقت ممكن.

وبينما وصفت بكين التدريبات بأنها روتينية، ندد بها نيد برايس، المتحدث الجديد باسم وزارة الخارجية، ووصفها بأنها الأحدث في “نمط معروف لمحاولات جمهورية الصين الشعبية لترهيب جيرانها، بما في ذلك تايوان”.

إن إدارة بايدن الجديدة تريد بوضوح أن تظهر، كما ذكر وزير الخارجية أنطوني بلينكين، في جلسات الاستماع الخاصة، أن واشنطن ستواصل نهج “الصرامة” تجاه الصين الذي اتبعته إدارة ترامب، لكن تفعل ذلك بشكل مختلف.

لكن “الصرامة” ليست سياسة، إنه موقف، وسلوك غير ملائم أيضاً. وما هو مطلوب بشكل عاجل في واشنطن هو استراتيجية جادة تجاه بكين تعكس الحقائق المعقدة للعلاقة الثنائية، دون استخدام التسميات المبسطة ونهج إدارة ترامب الحصري تقريباً.

وقد تكون جهود الردع عظيمة عند الحاجة، لكن فقط عندما تقترن بإشارات واضحة من الطمأنينة يمكن أن تحد من ميل أي من الجانبين لتصعيد أكثر. إن الولايات المتحدة التي تكرر الشعار القياسي بشأن تايوان (التمسك بالبيانات المشتركة الثلاثة، وقانون العلاقات مع تايوان، وسياسة الصين الواحدة للولايات المتحدة) تفقد من مصداقيتها بسرعة بالنسبة لبكين كإشارة إلى التزام واشنطن المستمر بالتفاهم الرئيسي الذي تم التوصل إليه بين البلدين خلال وقت التطبيع الصيني الأمريكي في عام 1979.

هذا التفاهم، الذي حافظ على السلام لأكثر من 40 عاماً، أدى إلى تبادل الالتزام الصيني لتأكيد البحث عن حل سلمي لوضع تايوان كأولوية مهمة لالتزام الولايات المتحدة بعدم الطعن في وجهة نظر بكين بأن تايوان جزء من الصين. وعلى الرغم من أن كلا الجانبين قد قوّض بالتأكيد هذا الفهم بطرق مختلفة منذ التطبيع، إلا أن أياً من الجانبين لم يخالفه بوضوح حتى الآن. ومع ذلك، فإن التنافس المتعمق بين الصين والولايات المتحدة يهدد بإحداث مثل هذا الانفصال مع عواقب وخيمة محتملة.

وإذا استمرت بكين في الاعتماد على العصا أكثر من اعتمادها على الجزرة في التعامل مع تايبيه، واستمرت واشنطن في تقديم القليل من الرسائل الرادعة تجاه بكين بينما تقترب أكثر من تايبيه، فقد نواجه قريباً أزمة ذات أبعاد كبيرة. وسيصبح هذا مرجحاً بشكل خاص، مع استمرار تدهور العلاقات الصينية الأمريكية بشكل عام، خاصة أن صانعي السياسة في واشنطن بدأوا في النظر إلى تايوان كنوع من القاعدة الاستراتيجية التي يجب إبعادها عن أيدي بكين. وقد ظهرت علامات مثل هذا التطور في السياسة بالفعل خلال إدارة ترامب في سياق سياسة “الصرامة”.

وتحتاج إدارة بايدن إلى وقف هذا الاتجاه الخطير من خلال إظهار واضح أنها ستتمسك بجانبها بتفاهم التطبيع الأصلي مع بكين وتقييد علاقاتها الرسمية مع تايبيه على عكس الجهود التي بذلها وزير الخارجية السابق مايك بومبيو في الساعات الأخيرة من حكم ترامب، لتعزيز الاتصالات الرسمية على المستويات العليا.

وفي الوقت نفسه، سيحتاج الصينيون إلى إظهار تشديدهم المستمر في البحث عن حل سلمي من خلال تقديم حوافز أكبر لتايبيه للتعامل مع الصين. ويمكنهم القيام بذلك عن طريق تقليل ضغطهم العسكري على الجزيرة وبدء الاتصال بحكومة تساي إنغ وين.

إن تبادل الصرامة بين بكين وواشنطن لن يقربنا شبراً واحداً من تحقيق استقرار الوضع في تايوان، الذي نحن في أمس الحاجة إليه. وتحتاج إدارة بايدن إلى النظر بجدية في أفضل السبل لتحقيق التوازن بين الردع والطمأنينة لتجنب وقوع كارثة.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …