BY: Jane Arraf & Falih Hassan
الشرق اليوم – نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرا تقول فيه، إنه في إطار مهمة مشتركة مع القوات العراقية، شنت القوات الأميركية غارة جوية أسفرت عن مقتل قيادي بارز في تنظيم “داعش” في العراق يُدعى أبو ياسر العيساوي، وهو ما مثل ضربة نوعية للتنظيم الساعي إلى توحيد صفوفه من جديد.
وإلى جانب ذلك، هدفت العملية للانتقام من التفجير المزدوج قبل 10 أيام الذي نفذه التنظيم في بغداد.
إن القيادي في “داعش” جبار سلمان علي فرحان العيساوي (43 عاما)، المعروف باسم “أبو ياسر”، قُتل الأربعاء الماضي بالقرب من مدينة كركوك شمال بغداد، وذلك حسب ما صرّحت به قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ومسؤولون عراقيون الجمعة.
وعلى الرغم من فقدان تنظيم الدولة جميع معاقله في العراق، فإنه ما زال يشنّ هجمات عنيفة في البلاد. والدور الذي اضطلعت به الولايات المتحدة في الغارة يوضح مدى اعتماد العراق على دعمها العسكري.
وقد وصف المتحدث باسم التحالف العقيد واين ماروتو، مقتل العيساوي بأنه “ضربة كبيرة” لجهود “داعش” لإعادة توحيد صفوفه. وبحسب خبراء مكافحة الإرهاب، فإن العيساوي كان يضطلع بمهام تنسيق عمليات التنظيم في العراق، وقد أكد ماروتو أنه كان مسؤولا عن تطوير ونقل التوجيهات للمقاتلين، والمساعدة في توسيع نفوذ التنظيم في العراق.
ولفت ماروتو أن قوات مكافحة الإرهاب العراقية قادت العملية بدعم جوي واستخباراتي وتحت إشراف قوات التحالف. وفي حين تلتزم قوات التحالف بسياسة تقضي بعدم الكشف عن هوية الدول المشاركة في شن غارات جوية محددة، أقرّ مسؤولون أمنيون عراقيون رفيعو المستوى بأن الطائرات الأميركية هي التي نفذت الضربات.
وأشار مسؤولون عراقيون إلى أن الهجوم الذي استهدف مخبأ تحت الأرض، كان انتقاما لمقتل 32 في التفجير المزدوج الذي نفذه انتحاريان تابعان لـ”داعش” في سوق قرب ساحة الطيران ببغداد، والذي يعد الهجوم الأكثر دموية في العاصمة العراقية منذ 4 أعوام.
وكان التنظيم قد أعلن مسؤوليته عن التفجير. وبعد الهجوم، عمد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لإقالة عدد من القيادات الأمنية والاستخبارية، معتبرا أن تراخي بعض القوات الأمنية والاستخباراتية من العوامل التي ساهمت في حدوث الهجوم.
وبحسب مسؤولين عراقيين وأميركيين، فإن الإعداد لعملية استهداف وكر التنظيم استغرق أشهرا، وقد تم تنفيذها بعد جمع معلومات استخبارية حول المركز الجديد لعمليات تنظيم الدولة.
والعيساوي كان عاد إلى العراق قبل 6 أشهر، عبر الحدود من جهة إقليم كردستان، قادما من شرق سوريا. وقد كان “نائب الخليفة ووالي العراق” في تنظيم الدولة.
وبحسب التقرير، فإن قادة العمليات في التنظيم -مثل العيساوي- لا يحظون بالقدر ذاته من الاهتمام مثل كبار القادة على غرار البغدادي أو القرشي، بيد أن مسؤولي مكافحة الإرهاب أكدوا أنهم يلعبون أدوارا محورية.
ونقل التقرير عن محلل مكافحة الإرهاب في مركز “صوفان” الأميركي كولين كلارك، أن “قادة مثل البغدادي يحصلون على الاهتمام، لكن أمثال العيساوي هم الذين يقومون بالعمل القذر، وينسّقون العمليات بين المستويات العليا والدنيا للتنظيم”.
وبحسب مايكل نايتس، زميل برنامج “جيل وجاي بيرنشتاين” للشؤون الأمنية والعسكرية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “أظهرت المعلومات الاستخبارية أن هذا الرجل كان منسق عمليات تنظيم الدولة، ولا يزال العراق على الأرجح يمثل أرضا خصبة لنشاط التنظيم”.
ويؤكد نايتس أن مقتل العيساوي يظهر للعراقيين أن الحكومة قادرة على اتخاذ إجراءات فعالة، وأن المساعدة الأميركية المهمة في الغارة تأتي في خضم مواجهة الحكومة العراقية ضغوطا سياسية متزايدة من قبل الجماعات الموالية لإيران في العراق لطرد القوات الأميركية من البلاد.
وبعد تقليص إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عدد القوات الأميركية في العراق، لم يبق سوى نحو 2500 جندي في 3 قواعد عسكرية عراقية. وحتى مع تنامي قدرات القوات العراقية في محاربة تنظيم الدولة، لا تزال البلاد تعتمد على المعلومات الاستخبارية والدعم الجوي الذي تقدمه قوات التحالف.
ونقل التقرير عن المحلل السياسي الباحث في “مؤسسة القرن” سجاد جياد، أنه “من الناحية العملية، من المهم عرقلة نشاط التنظيم قدر الإمكان، لكن من الواضح أنه يحتاج إلى الكثير من الرصد والمراقبة”، مضيفا أن التنظيم أظهر أنه قادر على مواصلة نشاطه من خلال خلايا صغيرة، ولا سيما في المناطق الريفية وفي التضاريس الوعرة، وأنه يستهدف الأراضي التي يصعب على القوات العراقية مراقبتها باستمرار.
ترجمة: الجزيرة