الرئيسية / الرئيسية / VOX: رحل ترامب.. لكن تهديد اليمين المتطرف مستمر

VOX: رحل ترامب.. لكن تهديد اليمين المتطرف مستمر

BY: Zack Beauchamp

الشرق اليوم – صحيح أن نجاح الولايات المتحدة في مرور تنصيب الرئيس جو بايدن، دون أي عنف كبير هو أمر يبعث على الارتياح، لكن حقيقة أنه كان علينا أن نقلق بشدة حيال ذلك، لدرجة نشر 25 ألف جندي من الحرس الوطني لتأمين واشنطن العاصمة، يكشف أن التهديد بالعنف من قبل المتطرفين اليمينيين مازال قائمًا.

فقد أصدرت وزارة الأمن الداخلي نشرة تحذر من أن تهديد المتطرفين اليمينيين “سيستمر في الأسابيع التي تلي التنصيب الرئاسي الناجح”، وأن المتطرفين “قد يشعرون بالتشجيع من قبل اختراق مبنى الكابيتول في 6 يناير لاستهداف المسؤولين المنتخبين والمرافق الحكومية”.

إن الدولة التي قدمت نفسها ذات يوم كنموذج للاستقرار الديمقراطي الليبرالي بدأت الآن تدرك حقيقة أنها قد باتت معرضة لخطر جدي من موجة عنف سياسي كبيرة.

وقد حذر العملاء الفيدراليون من تصاعد العنف اليميني المتطرف منذ عام 2009 على الأقل، لكن نفوذ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد زاد من حدة هذا التهديد، حيث شهدت سنوات حكمه موجة من أعمال العنف اليمينية المميتة والتي كان آخرها الهجوم على الكابيتول، وهو ما يعد بمثابة هجوم فعلي على العملية الديمقراطية من قبل حشد مسلح يغذيه التعصب ونظريات المؤامرة.

ومع بدء رئاسة بايدن، يواجه الأمريكيون احتمال دخولنا حقبة جديدة من العنف السياسي، وهي حقبة ستضر بترامب وحزبه لسنوات.

ولكن لا توجد طريقة لمعرفة ما سيأتي، حيث يختلف خبراء الإرهاب والعنف السياسي بشدة فيما بينهم حول مدى خطورة الأمور، ولكن هناك أسبابًا واضحة للقلق.

نحن لم نشهد حقًا ما يمكن أن نسميه حملة إرهابية مستمرة في هذا البلد منذ السبعينيات، ولكن ربما يكون هناك اليوم خطر أكبر من أي وقت مضى، وأعتقد أنه بعد السنوات الأربع الماضية فإن قدرتنا على الصمود قد تنفد، فحقيقة أننا نطرح السؤال: هل ندخل حقبة جديدة من العنف السياسي؟ تكشف كل شيء.

إن استعداد الحزب الجمهوري للعب بالنار في خطاباته وتأجيج الاستياء العنصري، ونزع الشرعية عن الحزب الديمقراطي والعملية الديمقراطية خلق بيئة يمكن أن تشجع على اندلاع العنف اليميني، وهو ما يُلحق ضررًا ملموسًا بديمقراطيتنا، فقد قال العديد من المشرعين الجمهوريين إنهم كانوا سيؤيدون المساءلة إذا لم يشكل ذلك تهديدًا لحياة عائلاتهم.

وقد يثبت شبح العنف هذا الذي يخيم على سياساتنا أنه أحد أكثر عناصر إرث ترامب استمرارية، كما أنه يشكل تحديًا حادًا لإدارة بايدن التى تواجه بالفعل أزمات على جبهات متعددة.

وتبدو فكرة استمرار العنف اليميني في السنوات المقبلة مروعة لدرجة يصعب معها التفكير فيها، ولكي نكون واضحين، فهذا ليس حتميًا، حيث ينقسم الخبراء حول مدى احتمالية حدوث ذلك، ويقول ستاثيس كاليفاس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ييل: “لا أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من العنف في السنوات القادمة”، فيما حذرت، في الوقت نفسه، كيت كرونين – فورمان من جامعة كوليدج لندن من “أننا في طريقنا الحتمي نحو مستويات أعلى من القتل اليميني المتطرف”.

وفي الواقع، هناك دليل على إمكانية تحقيق كلا الرأيين، حيث يمنح الإنترنت السلطات مجموعة جديدة قوية من أدوات المراقبة التي يمكن استخدامها لمراقبة الجماعات المتطرفة، فضلًا عن أنه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 نجحت ممارسة تدابير الدولة الأمنية بشكل جيد للغاية في تعطيل المؤامرات الإرهابية مقارنة بتدابير مكتب التحقيقات الفيدرالي التي كان يتم استخدامها في السبعينيات.

من ناحية أخرى، فإن الإنترنت يسمح للأفراد بالتطرف من خلال قراءة كافة المحتويات المتطرفة، وهو ما كان مستحيلاً في عصر ما قبل الإنترنت، وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت إدارة ترامب بتغيير أولويات التطرف اليميني بشكل منهجي لسنوات، لدرجة أن المتطرفين اليمينيين قد نجحوا في اختراق وكالات إنفاذ القانون والقوات المسلحة، وفي اليوم السابق لتنصيب بايدن تم عزل عضوين من الحرس الوطني من مهام التأمين في العاصمة بعد أن اكتشف المحققون صلتهما بالمتطرفين اليمينيين.

ويمكن لهجوم الكابيتول نفسه أن يسير فى كلا الاتجاهين، فهو يقود سلطات إنفاذ القانون الأمريكية إلى أخذ تهديد الجهات اليمينية المتطرفة المحلية على محمل الجد، ولكنه أيضًا يساعد اليمين المتطرف على تنظيم وإلهام أتباعه للعنف في المستقبل.

ولا نحتاج في الواقع إلى ارتفاع كبير في معدل عنف اليمين المتطرف حتى يكون له تأثير سياسى في البلاد، إن مجرد التهديد بالعنف في المستقبل يمكن أن يسمم الديمقراطية.

ولم توقف رئاسة بايدن التهديد الذي يهدد الديمقراطية الأمريكية من قبل الراديكاليين العنيفين، فهناك فرصة حقيقية قد تجعل الأمر أكثر سوءًا، لكن ربما يكون السؤال الأكبر هو إلى أي مدى يحصل اليمين المتطرف على التشجيع من التيار السياسي السائد.

ترجمة: المصري اليوم

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …