بقلم: سري القدوة – صحيفة “الدستور” الأردنية
الشرق اليوم – من أول ما سيواجهه الرئيس الأمريكي وإدارته الجديدة وعلى رأس جدول أعماله في الشرق الأوسط هو القضية الفلسطينية، وهذا الإرث الثقيل والدمار والخراب الكبير الذي أفسده الرئيس ترامب، سوف يصعب المهمة ويزيد من أعبائها على إدارته كونها أحد الملفات التي تركت تناقضات مختلفة، ولكن تبدو الرغبة العربية في الانفتاح على السياسة الأمريكية والتعاطي في أمور السلام أكثر من أي وقت مضى للاستفادة من التغير الأمريكي وعودة الحزب الديمقراطي بواجهة الرئيس بايدن مما يجعل من التحرك والعمل على دعم مبدأ خيار الدولتين أمراً إيجابيا وممكنا في هذا الوقت وبالتالي لا بد أولا من الانفتاح مع السلطة الفلسطينية وعودة العلاقات كما كانت سابقا مع التأكيد على فتح المكتب التمثيلي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الأمريكية واشنطن وعودة السفير الفلسطيني للعمل بصفته سفيرا رسميا وأيضا عودة العلاقات بين الإدارة الأمريكية والقيادة الفلسطينية كما كانت مع مراعاة ضرورة تطويرها والعمل على تهيئة الأجواء للاستمرار في المساعي الدولية لعقد مؤتمر دولي للسلام يكون أساسه مبدأ حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ومن خلال ذلك لا بد من الإدارة الأمريكية الجديدة استئناف عمل القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، والسعي إلى أن تتبنى أو تضع الأمم المتحدة إطار المفاوضات حتى يكون التفاوض تحت إشراف دولي وليس بين أطراف معينة وفي إطار الشرعية الدولية، ونتطلع إلى قيام الإدارة الأميركية الجديدة بتصحيح الإجراءات والسياسات غير المفيدة والعمل بدعم من الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة على إعادة العملية السياسية إلى مسار ايجابي بناء وهادف بما يمنح الأمل مجددا للشعب الفلسطيني في أن المجتمع الدولي سوف ينصف مسعاه النبيل لنيل الحرية والاستقلال.
الإدارة الأميركية مطالبة بضرورة الالتزام بالقرارات الدولية والقانون الدولي التي نصت على حق تقرير المصير للشعوب والاستقلال وإنهاء الاحتلال وحماية حل الدولتين بتجسيد دولة فلسطين وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية، والتي تمثل جوهر الاستراتيجية العربية التي رسمتها مبادرة السلام العربية والتي أصبحت جزءاً أصيلا من القرارات الدولية المعتمدة لإحلال السلام في المنطقة.
وفي ظل تلك الجهود التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية والقيادة الفلسطينية من أجل دعم عملية السلام والتأكيد مجددا على مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها، وما تشهده المنطقة العربية من تطورات إيجابية والتي بلا شك ستساهم في تعزيز وحدة الموقف العربي في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، والخروج من حالة التمزق والابتزاز التي تتعرض لها البعض والعمل على الاستفادة من تقدم هذه العلاقات والتي تشكل قاعدة لتحرك عربي باتجاه تبني عقد مؤتمر دولي للسلام الذي يجد تجاوبا دوليا واسعا وخاصة بعد المتغيرات الدولية.
ولا بد من الإدارة الأمريكية الجديدة اتخاذ خطوات واضح وضرورة دعم المواقف الدولية التي أدانت واستنكرت ممارسات الإدارة الترامبية السابقة واتخذت موقف واضح من ممارساتها وخاصة على صعيد اعترافهم بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، واعتبرت إعلان ترامب يندرج في إطار السياسات والمواقف العدائية لحقوق الشعب الفلسطيني والانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية إلى جانب كونه تحديا لإرادة المجتمع الدولي الذي يؤكد أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، ويطالب بتنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.